برعاية الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمد عبدالرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، نُظّمت فعالية توعوية بعنوان “بالعقل نواجه.. وبالوعي نحمي” بمسجد السادات بمصر الجديدة، ضمن برنامج “إجازة سعيدة” الذي تنفذه وزارة الأوقاف ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. حضر الفعالية كل من:د. هدى حميد مسؤول ملف الطفل بوزارة الأوقاف، ومدير إدارة النشر والتحرير بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.و د. منى أحمد دكتور اقتصاد بجامعة القاهرة وواعظة متطوعة.و أ. رحمة محجوب متخصصة في التوعية التربوية ومقدمة عروض مسرحية للأطفال.وذلك بحضور:د. عراقي مسلم مدير إدارة أوقاف شرق القاهرة.د. علي سليمان مفتش المنطقة.الشيخ علي إمام وخطيب المسجد. قدمت الدكتورة هدى فقرة تفاعلية ركّزت على خطورة الشائعات وضرورة التحقق من المعلومات قبل تداولها. وأكدت في كلمتها أن الشائعة لا تُعد مجرد كلام يُقال، بل سلاح يوجَّه إلى وعي الإنسان، وقد يزعزع ثقته بنفسه وبمن حوله، مشيرة إلى أن بناء وعي الطفل يبدأ بغرس مهارة التفكير النقدي وتمييز الحقيقة من الزيف. وأضافت: “كلما صدّق الإنسان خبرًا دون التثبت منه، فإنه يتنازل عن أعظم نعمة أُوتيها، وهي نعمة العقل. أما حين يتأنّى ويفكّر ويسأل، فإنه يفعّل قدرته على التمييز، ويحمي نفسه ومجتمعه من آثار الكلمة المغلوطة.”وقد استخدمت الدكتورة هدى وسائل تفاعلية متعددة من أسئلة مباشرة وألعاب ذهنية لإيصال المفاهيم بطريقة سهلة أثارت تفاعل الأطفال وحماستهم. ومن جهتها ، أوضحت الدكتورة منى أحمد أن الشائعات ليست ظاهرة مستحدثة، بل واجهها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد عالجها القرآن الكريم بأسس واضحة، أبرزها قول الله تعالى:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا…”وهو توجيه إلهي يُعد دستورًا في التعامل مع الأخبار والمعلومات. وأكدت أن الطفل في هذا العصر يحمل مسؤولية كبيرة، خاصة في ظل الانفتاح الرقمي، إذ إن الضغط على زر “مشاركة” قد يترتب عليه أذى للغير، مشيرة إلى أهمية غرس القيم الأخلاقية في نفوس النشء. وقدّمت مشهدًا تمثيليًا يستعرض حادثة من زمن النبي ﷺ تتعلق بانتشار شائعة، ثم ناقشت الأطفال في كيفية التعامل معها، مما عزّز لديهم فهم قيمة التثبت والتفكير الهادئ قبل تداول الأخبار. كما قدّمت الأستاذة رحمة محجوب، فقرة مسرحية تفاعلية استخدمت فيها العرائس لتقديم قصة قصيرة تُجسّد تأثير الشائعات على العلاقات الاجتماعية داخل أحد الأحياء، مما ساعد الأطفال على استيعاب أثر الكلمة وأهمية التثبت من المصدر بطريقة قريبة إلى عالمهم وبأسلوب مشوق. وقد حظيت الفعالية بتفاعل كبير من الأطفال وأولياء الأمور، حيث قُدّمت الفقرات التوعوية بأساليب جذابة تهدف إلى ترسيخ الوعي النقدي، وتحصين الأطفال من الانسياق وراء المعلومات المغلوطة، وتعزيز قيم الصدق والتحقق كجزء أصيل من أخلاقيات المسلم. وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من اللقاءات التربوية التي ينفذها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ضمن برنامج “إجازة سعيدة”، والرامية إلى تنمية وعي الطفل المصري دينيًّا وفكريًّا وسلوكيًّا، وربطه بالقيم الحضارية لدينه، وترسيخ مبدأ استخدام العقل بوصفه وسيلة لحماية الذات والمجتمع.