يُعد الحرمان من كلام الله تعالى أو نظره يوم القيامة من أشد صور العقاب التي قد يواجهها الإنسان في الآخرة، فقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أن هناك فئات من الناس يُعرض الله عنهم يوم القيامة، فلا يكلمهم كلام رضا ولا ينظر إليهم نظرة رحمة، ويكون لهم عذاب أليم.

وقد روى الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم»، فلما سأله الصحابة عنهم، قال: «المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» [رواه مسلم].

• المنّان: وهو الذي يُعطي ثم يُتبع عطيته بالمنّ والأذى، فيكسر قلب الآخذ ويشعره بالذل.

• الحالف كذبًا: وهو من يروّج سلعته أو بضاعته بالحلف الكاذب ليغش الناس ويأكل أموالهم بالباطل.

• المسبل إزاره: أي من يطيل ثيابه تكبرًا وخيلاء، إظهارًا للغرور والتعالي على الآخرين.

ولم يقتصر الوعيد على هؤلاء الثلاثة فقط، بل وردت روايات أخرى بيّنت أصنافًا أخرى يشملها نفس العقاب، مثل: العاقّ لوالديه، والمرأة المتشبهة بالرجال، والديوث، وكذلك من يأتي الفواحش التي حرّمها الله.

وقد أكّد العلماء أن ذكر هذه الأصناف ليس للحصر، وإنما للتحذير من الصفات التي تدل على الكبر، أو ظلم الناس، أو الاستهانة بحق الله تعالى، فهي جميعًا أسباب لسخط الله وعقابه.

إن هذه الأحاديث النبوية تذكير بضرورة تطهير القلب والعمل من الرياء والكبرياء، والحذر من المنّ والأذى والكذب والغش، فالنظر إلى وجه الله الكريم يوم القيامة هو أعظم نعيم، والحرمان منه أعظم خسارة.