رغَّب الشرع الشريف في صلاة قيام الليل وبيَّن مكانتها العظيمة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ»، أي طول القيام، كما ورد في صحيح مسلم. وفي حديث آخر، أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكثرة السجود، موضحًا أن كل سجدة ترفع العبد درجة وتحط عنه خطيئة. وانطلاقًا من هذه النصوص، اختلف الفقهاء في أيهما أفضل: تطويل القيام بالقراءة أم الإكثار من الركوع والسجود. فذهب الشافعية والمالكية في أظهر أقوالهم، ومعهم الإمام أبو حنيفة، إلى أن إطالة القيام أفضل، خاصة لمن له ورد ثابت من القرآن. بينما رأى الحنابلة ومعهم بعض فقهاء المالكية أن الإكثار من الركوع والسجود أفضل، لا سيما لمن لا يلتزم بورد قرآني. ويجمع العلماء على أن صلاة قيام الليل من أعظم القربات، وأنها سبب لرفعة الدرجات ومغفرة الذنوب، سواء أداها المسلم بتطويل القيام أو بكثرة الركعات والسجود.