رياضة / اليوم السابع

نجوم خارج القطبين شوقي غريب.. رحلة أسطورية من الملاعب إلى دكة القيادة

في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.

من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.

شوقي غريب.. رحلة أسطورية من الملاعب إلى دكة القيادة

يظل شوقي غريب واحدًا من أعمدة كرة القدم المصرية، رغم أنه لم يمثل القطبين، سواء كلاعب قدم الكثير في خط الوسط، أو كمدرب حصد البطولات ورفع راية مصر في المحافل الدولية، ليكون اسمه محفورًا في تاريخ الكرة المصرية بحروف من ذهب.

 

وسطّر شوقي غريب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم المصرية، سواء كلاعب تألق في خط الوسط أو كمدرب حصد العديد من الإنجازات، ليصبح أحد الأسماء البارزة التي صنعت المجد في المستطيل الأخضر. حصل خلال مسيرته على أوسمة رياضية من الطبقة الأولى، ما يعكس مكانته كأحد رموز الكرة المصرية.

 

بدأ شوقي غريب مشواره مع الساحرة المستديرة في صفوف غزل المحلة خلال العصر الذهبي للنادي، وسرعان ما لفت الأنظار بموهبته، لينضم إلى المنتخب الوطني في سن السابعة عشرة، وسط كوكبة من نجوم الكرة المصرية. تألقه في منتصف الملعب جعله عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الفراعنة خلال السبعينيات والثمانينيات، ليحفر اسمه كواحد من أفضل لاعبي خط الوسط في تلك الحقبة.

 

كان شوقي غريب حاضرًا في أغلب الإنجازات التي حققها خلال الثمانينيات، حيث شارك في التتويج بكأس الأمم الأفريقية 1986، وترك بصمته بهدفه الحاسم في شباك كوت ديفوار. كما كان جزءًا من الفريق الذي خاض دورة في لوس أنجلوس عام 1984، ليصبح أحد القلائل من لاعبي الأقاليم الذين ارتدوا شارة قيادة منتخب مصر، والتي حملها في دورة الألعاب الأفريقية بنيروبي 1987.

 

بعد تجربة احترافية قصيرة في سلطنة عمان، عاد غريب إلى مصر ليتولى قيادة بلدية المحلة، ونجح في الصعود بهم إلى الدوري الممتاز. عقب ذلك، قرر إنهاء مسيرته كلاعب ليبدأ فصلًا جديدًا كمدرب.

 

خاض شوقي غريب 84 مباراة دولية بقميص الفراعنة، سجل خلالها أربعة أهداف، قبل أن ينتقل إلى عالم التدريب. بدأ مشواره التدريبي مع منتخبات الشباب، حيث قاد منتخب مصر تحت 20 عامًا بين عامي 2000 و2001، ثم منتخب تحت 21 عامًا حتى 2004، ليضع أسس النجاح لجيل جديد من اللاعبين.

 

وفي 2005، جاءت محطته الأبرز عندما عمل مدربًا عامًا للمنتخب الأول تحت قيادة حسن شحاتة، ليساهم في تحقيق ثلاثية تاريخية في كأس الأمم الأفريقية أعوام 2006 و2008 و2010.

 

وحقق شوقي غريب إنجازًا عالميًا لم يسبقه إليه مدرب مصري، عندما قاد منتخب الشباب للفوز بالميدالية البرونزية في كأس العالم تحت 20 عامًا بالأرجنتين عام 2001، بعد أداء استثنائي أمام كبار المنتخبات العالمية. وشهد هذا الجيل بزوغ نجوم مثل وائل رياض، محمد زيدان، حسام غالي، شريف إكرامي، محمد شوقي، وغيرهم.

 

وبعد تجربته مع المنتخب الأول، عاد غريب لتدريب الأندية، حيث قاد ، ثم الإسماعيلي، وحقق نتائج مميزة مع الإنتاج الحربي. لكنه عاد سريعًا إلى المنتخبات، حيث تولى قيادة المنتخب الأولمبي في 2018، ليحقق معه إنجازًا جديدًا بالفوز بكأس الأمم الأفريقية تحت 23 عامًا لأول مرة في تاريخ مصر، بعد الانتصار على كوت ديفوار. ولم يكن هذا الإنجاز الوحيد، فقد حصد الفريق جميع الألقاب الفردية، وحصل شوقي غريب على جائزة أفضل مدرب في البطولة.

 

واصل غريب مسيرته الناجحة مع المنتخب الأولمبي، ليقود الفراعنة إلى التأهل لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2021، حيث وصل إلى ربع النهائي قبل الخروج أمام منتخب البرازيل بهدف نظيف.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا