بين طموح الرغبة للوصول إلى المجد الرفيع والأحلام التي تكسرت على صخرة من الواقع، بين طيّ المسافات الزمنية واختصارها لتعزيز المكتسبات والرهانات، ومواكبة التطورات ومواءمتها، تتعالى أصوات لأولياء أمور، وتتداعى أصابع الاتهام بأن الأندية التي كانت محط استقطاب المواهب وإبراز إمكاناتهم والاستفادة من طاقاتهم قد فرّطت في دور التنشئة والاهتمام والعناية، واستعجلت النتائج والمحصلة لدعم الأنشطة الرياضية، بالاستعانة بلوائح وقوانين فئات المسجلين، ليثبتوا حضورهم الواسع في جميع الأعداد المسموحة للمشاركة.متغير وتحول أصبح واقعاً، وإن لم يكن مقبولاً أحياناً، إلا أن بعضهم يرى إيجابياته أكثر من سلبياته، شئنا ذلك أم أبينا، أهداف ورؤى وإن كانت قاسية بأن ندفع ضريبة هذا التغيير، وأن نتذوق مرارته ونتجرع آلامه، لما سيعود من تأثير إيجابي في الجميع، الأمر الذي يتطلب التخطيط المدروس الممنهج من الأندية والهيئات المعنيّة والمسؤولة بكيفية التعامل ومواجهة هذا التغيير، ومن البديهي أن هذه الطفرة الآنية الحاصلة في سبيل خطوات قادمة نحو المستقبل قد غيّرت من الواقع الرياضي الجديد الذي نعيشه، وأثرت فيه بشكل كبير.على الرغم من أن كل تغيير سيكون مختلفاً من حيث تأثيره وكيفية الاستجابة له، وبعض المجالس الرياضية والإدارات، قد وضعت من الحلول والضوابط في فئات وقطاعات المراحل السنية، فإن ذلك يتطلب تكاتفاً من الجميع، وجهداً كبيراً والتزامات حقيقية لرسم خريطة للطريق، في سبيل عدم الإخلال بمنظومة الاستدامة في الرؤى الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، لتأمين مستقبل الأجيال القادمة عبر مجموعة المبادرات الشاملة في جميع المجالات، سواء الرياضية أو المتعلقة بها.وإذ نبارك لمنتخب الإمارات للناشئين لكرة القدم، تحت 17 عاماً صعوده لمونديال 2025، ومن يصل إلى النهائيات للمرة الرابعة في تاريخه، ومن يمتلك من المواهب بين صفوفه، والتي نتطلع إلى أن يكون لها نصيب من العناية الفائقة، وتطوير مواهبنا الكروية ومنحهم الفرص لإثبات إمكاناتهم وقدراتهم، في مرحلة جديدة تتسق مع غايات وتطلعات القيادة، لتكون نواة المستقبل القريب، للوصول بها إلى أعلى المراتب والمستويات، والقادم أفضل بإذن الله. [email protected]