رياضة / صحيفة اليوم

زلاتكو المرشح لتدريب الهلال.. مهندس الكرواتي وعرّاب الكرة الواقعية

في مشهد يعج بالأسماء اللامعة في عالم التدريب، يبرز اسم زلاتكو داليتش كأحد أبرز العقول الكروية التي رسمت ملامح المجد الكرواتي الحديث، جامعًا بين الواقعية التكتيكية والحافز النفسي، في مسيرة حافلة لم تبنَ على الصخب الإعلامي، بل على العمل الهادئ والنتائج المذهلة.
ودخل زلاتكو ضمن دائرة المرشحين بقوة لقيادة الهلال فنيا وخلافة جيسوس في منصب المدير الفني بعد توجيه الشكر للأخير وتعيين محمد الشلهوب بشكل مؤقت.
وسبق وأن خاض الكرواتي تجربة قصيرة مع الهلال في عام 2013 ونجح في تحقيق لقب كأس ولي العهد مع الفريق.

من هو زلاتكو داليتش؟


ولد زلاتكو داليتش في 26 أكتوبر 1966 بمدينة ليفنو (البوسنة والهرسك حاليًا)، وبدأ مسيرته الكروية كلاعب وسط في أندية متواضعة في يوغوسلافيا السابقة، قبل أن يتجه مبكرًا إلى عالم التدريب. عمل في بداياته مع فرق صغيرة في كرواتيا، لكنه سرعان ما وجد طريقه إلى الخليج، حيث بدأ في صقل خبرته وتحقيق النجاحات، خاصة في الدوري والإماراتي.

الفكر التدريبي والزخم الواقعي


ما يميز داليتش كمدرب هو اعتماده على فلسفة واقعية متوازنة؛ فهو لا يندفع وراء الهجوم العشوائي ولا يتحصن بالدفاع البحت. يعتمد في الغالب على خطة 4-3-3 أو 4-2-3-1، مستفيدًا من الانضباط الكبير في وسط الميدان، وبالأخص من صانع ألعابه المتقدم القائد لوكا مودريتش. يسعى داليتش دائمًا للسيطرة على خط الوسط كأولوية استراتيجية، مع الاعتماد على الأجنحة السريعة والارتداد المنظم في الهجمات المرتدة.
يُعرف داليتش بأنه مدرب يُجيد قراءة الخصم وتغيير خططه أثناء المباراة، ويمنح لاعبيه حرية نسبية في تنفيذ المهام، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم. كما يتمتع بقدرة نفسية كبيرة على تحفيز لاعبيه، خاصة في الأوقات الحرجة، وهو ما برز بشكل واضح خلال مشوار كرواتيا في كأس العالم 2018 و2022.

أبرز إنجازاته


1. وصافة كأس العالم 2018 (روسيا):
كانت لحظة تاريخية للكرة الكرواتية عندما قاد داليتش منتخب بلاده إلى النهائي لأول مرة في تاريخه، بعد مشوار ملحمي شمل إقصاء منتخبات عملاقة مثل إنجلترا، روسيا، والدنمارك. خسر النهائي أمام فرنسا (4-2)، لكن الأداء القتالي والمنظم للمنتخب الكرواتي بقي محفورًا في ذاكرة الجماهير.
2. المركز الثالث في كأس العالم 2022 (قطر)
رغم أن المنتخب دخل البطولة بتوقعات أقل من السابق، إلا أن داليتش أعاد صناعة المفاجأة، وقاد الكروات لتحقيق المركز الثالث بعد التغلب على في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، مؤكداً أن ما حدث في روسيا لم يكن محض صدفة.
3. وصافة دوري الأمم الأوروبية
بلغ داليتش مع كرواتيا النهائي في بطولة دوري الأمم الأوروبية، حيث خسر أمام إسبانيا بركلات الترجيح، لكنه أكد مجددًا ثبات أداء منتخب بلاده تحت قيادته، وقدرته على المنافسة في أكبر البطولات.
4. نجاحاته في الخليج:
قبل قيادته لمنتخب كرواتيا، قاد داليتش فرقًا في والإمارات، أبرزها نادي الهلال السعودي الذي حقق معه كأس ولي العهد عام 2013، ونادي العين الإماراتي الذي فاز معه بلقب دوري الخليج العربي عام 2015، ووصل معه إلى نهائي دوري أبطال آسيا عام 2016.

القيادة الهادئة والنجاعة النفسية


بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، يتميز زلاتكو بشخصية هادئة ومتزنة. لا يبحث عن الشهرة، بل يفضل الحديث من خلال النتائج. علاقته القوية بلاعبيه وحفاظه على وحدة المجموعة كانا عاملين حاسمين في نجاحاته. غالبًا ما يُثني اللاعبون عليه بوصفه "قائدًا إنسانيًا" قبل أن يكون مدربًا صارمًا.

تأثيره في الكرة الكرواتية والعالمية


لا يمكن إنكار أن داليتش أسهم في رفع مكانة الكرة الكرواتية إلى مصاف الكبار عالميًا، وساهم في تشكيل جيل ذهبي قادر على مقارعة كبار العالم. طريقته في اللعب أثّرت أيضًا في نظرة العديد من المدربين للفرق التي لا تملك قاعدة جماهيرية أو تمويلاً كبيرًا، لكنها تعتمد على التكتيك، الروح، والتخطيط الذكي.
قد لا يُصنّف زلاتكو داليتش ضمن قائمة المدربين الأيقونيين مثل غوارديولا أو مورينيو، لكنه مثال حي على أن العمل الهادئ، الإدارة الحكيمة، والتخطيط الواقعي، قادرة على كتابة التاريخ، لقد صنع من منتخب صغير بحجم كرواتيا قوة عالمية، وأثبت أن الإيمان بالقدرات والتوظيف الصحيح للمواهب، يمكن أن يصنع المعجزات.

أرقامه مع الهلال في 2013


20 مباراة
11 فوز
4 تعادلات
5 هزائم
1 لقب

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا