تستعد الملاعب الإسبانية غدًا الأحد لاستضافة واحدة من أعظم المواجهات الكروية على الإطلاق، حينما يصطدم برشلونة بغريمه التقليدي ريال مدريد في "كلاسيكو الأرض"، ضمن الجولة 35 من منافسات الدوري الإسباني.
مواجهة تتجاوز في أهميتها حدود النقاط الثلاث، وتحمل في طياتها تاريخًا من الصراع، ومنافسة شرسة بين أقوى الأندية الأوروبية من حيث الإنجازات، القيمة السوقية، وقوة التشكيلات.
صراع المليارات
لا يمكن الحديث عن الكلاسيكو دون التطرق إلى الأرقام التي تعكس مدى القوة الاقتصادية والفنية لكلا الفريقين. ريال مدريد يدخل المواجهة بقيمة سوقية تُقدر بـ 1.27 مليار يورو، وهي الأعلى في الليغا، ما يعكس جودة التشكيلة التي يمتلكها المدرب كارلو أنشيلوتي، وتنوع الخيارات في كافة المراكز.
في المقابل، يقف برشلونة بقيمة سوقية تبلغ 1.02 مليار يورو، رقم هائل رغم أنه أقل من غريمه، لكنه يوضح بجلاء النهضة الاقتصادية التي يعيشها النادي الكتالوني رغم الأزمات الأخيرة، مستفيدًا من بروز جيل شاب يتقدمهم الموهوب لامين يامال، الذي يُعد الأغلى في تشكيلته بقيمة وصلت إلى 180 مليون يورو، وهو رقم استثنائي للاعب لم يتجاوز الـ17 عامًا.
أما في معسكر ريال مدريد، فيحمل الراية الأغلى النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي تصل قيمته السوقية إلى 200 مليون يورو، متصدرًا ترتيب أغلى لاعبي الليغا، وواحدًا من أبرز أسلحة الميرينغي في هز شباك الخصوم بمهارته وسرعته اللافتة.
الشباب ضد الخبرة.. موقعة الأعمار المتضادة
إلى جانب الأرقام الاقتصادية، يشهد الكلاسيكو المقبل مواجهة فريدة من نوعها على صعيد متوسط الأعمار، حيث يعكس كل فريق توجهًا مغايرًا في البناء الفني.
فبرشلونة الذي يقوده تشافي هيرنانديز يعتمد بشكل كبير على دماء شابة واعدة، إذ يبلغ متوسط أعمار تشكيلته الأساسية 25.1 عامًا فقط، مما يجعل الفريق واحدًا من أصغر الفرق سنًا في الليغا، معوّلًا على جيل جديد من اللاعبين الذين يمثلون مستقبل النادي، مثل يامال، بيدري، جافي، وأليخاندرو بالدي.
أما ريال مدريد، فيعتمد على مزيج بين الخبرة والشباب، بمتوسط أعمار يبلغ 27.1 عامًا، وهي توليفة تجمع بين عناصر الخبرة مثل لوكا مودريتش وكارفاخال وكروس، والعناصر الشابة الصاعدة مثل جود بيلينغهام وفينيسيوس ورودريغو. هذا التوازن يُعد أحد أبرز مفاتيح نجاح الفريق الملكي، لا سيما في المواجهات الكبرى مثل الكلاسيكو.
كلاسيكو لا يُقاس بالأرقام فقط
ورغم أن الأرقام تعطي لمحة عن ملامح الصراع، فإن الكلاسيكو لا يُقاس بالإحصاءات وحدها، بل هو حالة خاصة تكتبها التفاصيل الصغيرة، وتُحسم غالبًا باللحظات الفردية، واللمسات الساحرة من النجوم.
جماهير برشلونة تأمل أن يواصل يامال كتابة التاريخ، فيما يعوّل جمهور مدريد على تألق فينيسيوس وبيلينغهام في مواصلة الهيمنة على أرض البرنابيو. وبين تطلعات الجانبين، يبقى الملعب هو الحكم، والحسم سيكون في 90 دقيقة من الصراع الكروي الذي لا يُشبه غيره.
كلاسيكو نكهته مختلفة
تُقام المباراة في توقيت حساس ضمن المرحلة الحاسمة من سباق الدوري، حيث قد تلعب نتيجتها دورًا كبيرًا في تحديد بطل الليغا هذا الموسم.
برشلونة، بأمل اللحاق بالصدارة أو تثبيت موقعه الأوروبي، وريال مدريد، الذي يسعى لحسم اللقب مبكرًا، يقدمان لنا صراعًا يتجاوز المستطيل الأخضر، ويجسد قوة وعراقة الكرة الإسبانية.
غدًا.. العالم كله سيكون على موعد مع الحسم، مع الإبداع، مع الجنون الكروي. إنه الكلاسيكو.. ولا شيء يعلو فوقه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.