الكلاسيكو الأخير في الموسم، كان بمثابة سيناريو مكرر للمواجهات الثلاث التي جمعت بين برشلونة وريال مدريد، والتي انتهت جميعها لصالح الفريق الكتالوني في حدث استثنائي لم تشهده لقاءات الكلاسيكو منذ عقود، ولن نبالغ عندما نقول إنه من الصعب العودة بالذاكرة إلى آخر مرة تمكن فيها برشلونة من هزيمة الريال في 4 مناسبات متتالية، كانت كافية لتحقيق 3 ألقاب محلية للفريق الكتالوني، الذي انتزع كأس السوبر على حساب غريمه التقليدي، قبل أن يهزمه على أرضه وبين جماهيره، ثم يحقق كأس إسبانيا، ثم كرر الفوز في مباراة الدور الثاني من الدوري، والتي فتحت الأبواب أمام برشلونة لتحقيق لقب الليجا على حساب حامل اللقب، الذي يبدو أنه يعيش نهاية حقبة ذهبية مع المدرب الإيطالي أنشيلوتي، بينما في المقابل كانت الألقاب الثلاثة التي حققها برشلونة هذا الموسم، بمثابة تدشين حقيقي لحقبة جديدة مع المدرب الألماني هانز فليك، الذي أعاد اكتشاف الفريق بمجموعة من اللاعبين الصغار الذين يمتلكون مواهب فذة، من شأنها أن تتفوق على نجوم حقبة ميسي وتشافي وإنيستا وبقية العقد الفريد من نجوم العصر الذهبي.الكلاسيكو الأخير كان قاسياً على أنشيلوتي الذي اقترب من مغادرة القلعة الملكية، بعد جملة من الإنجازات والأرقام القياسية التي حققها الريال في الفترة الماضية، ولكن التراجع الكبير الذي تعرض له الملكي هذا الموسم، لا يتحمل مسؤوليته أنشيلوتي بمفرده بل يتحملها في المقام الأول بيريز رئيس النادي، الذي اتبع أسلوب التقشف وعدم تدعيم صفوف الفريق أولاً بأول، وهو ما كان سبباً مباشراً في انهيار الفريق بالصورة التي صدمت جماهير النادي، ليخسر الريال جميع الألقاب المحلية، ويغادر بطولة المحببة دوري أبطال أوروبا، بصورة لا تليق بفريق يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، ومع أن الفريق عانى كثيراً من الإصابات التي طاردت نجومه والتي لعبت دوراً مؤثراً في تراجع نتائجه، إلا أن ذلك لا ينفي أبداً أن السبب الرئيسي تتحمله إدارة ريال مدريد، والذي كان سبباً مباشراً في كتابة سيناريو حزين للاعبي الريال وجماهيره في مختلف دول العالم.