أحمد عزت
* لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقع أن تتحول استضافتها لكأس العالم للأندية 2025 إلى مصدر تشكيك في جاهزيتها لتنظيم الحدث الأكبر، كأس العالم 2026، فمنذ انطلاق المونديال، توالت المشكلات بشكل لم يكن في حسبان أحد، قياساً إلى إمكانات الدولة المستضيفة، باعتبارها من الدول الكبرى، لكن جاءت بطولة الأندية لتشكك في قدرات أمريكا التنظيمية، وهو ما أكده الإيطالي إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي الإنجليزي، حين قال بوضوح إن أمريكا ليست مكاناً مناسباً لاستضافة البطولات الكبرى.
* والحقيقة أن فشل تنظيم مونديال الأندية في الولايات المتحدة يمثل درساً قاسياً للاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ كانت التطلعات عالية عندما أعلن «الفيفا» عن تنظيم المونديال بشكله الجديد.. حيث كان يُنظر إلى البطولة على أنها نقطة تحول في تاريخ كرة القدم للأندية، إلا أن ما شهدناه في صيف 2025 كان فشلاً تنظيمياً ورياضياً ذريعاً، تاركاً وراءه تساؤلات حادة حول قدرة الولايات المتحدة على استضافة حدث بحجم كأس العالم 2026، وحول رؤية الفيفا نفسها.
* من الناحية الفنية، كانت البطولة أقرب إلى الفوضى، والجداول الزمنية المزدحمة، فرضت مباريات متتالية على اللاعبين في ظل ظروف مناخية قاسية، أدت إلى تراجع ملحوظ في مستوى الأداء، فكانت النتيجة إرهاقاً عاماً بين اللاعبين، وزيادة في الإصابات، مما أثر سلباً في جودة المباريات، وبالتالي لم تتمكن بعض الفرق من تقديم أفضل ما لديها.
* أما على الصعيد التنظيمي، فكانت الكارثة أكبر، لأن البنية التحتية لم تكن جيدة، والشكاوى كثيرة من جودة الملاعب التي لم تكن جميعها على أعلى مستوى، كما ظهرت مشاكل عدة في لوجستيات النقل للفرق والجماهير بين المدن المتباعدة، وأيضاً غابت الأجواء الاحتفالية التي ترافق عادة بطولات الفيفا الكبرى، كما ظهرت المدرجات فارغة في كثير من المباريات، مما يعكس فشلاً في التسويق والتواصل مع القاعدة الجماهيرية المحلية والعالمية.
* في النهاية كانت محصلة كل ذلك خصماً من نجاح البطولة، وهو ما ألقى بظلاله على فكرة مونديال الأندية ككل، فسوء التنظيم ظلم الفكرة نفسها، مع أنها ليست بالسوء الذي صوّره البعض، وإلا فلماذا هذه البطولة بالتحديد هي المتهمة بالتسبب في إجهاد اللاعبين؟ مع أن كل البطولات تقريباً تقام في الصيف، وفي مقدمتها كأس العالم وكأس أوروبا، كما لم تسلم بطولة أمم إفريقيا من الهجوم لإقامتها في وسط الموسم، وطالب الأوروبيون بترحيلها للصيف، ما يعني أن أي توقيت سيكون مثاراً للجدل.
twitter: @AhmedEzzatBoush
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.