مع انتهاء موسم 2024/2025 من دوري روشن السعودي، يعيش نادي الاتفاق مرحلة تحول فني وإداري قد تشكل مفترق طرق في تاريخه الحديث. فتصريحات المدرب الوطني سعد الشهري، التي أكد فيها مسؤوليته عن التعاقدات الجديدة وتسريح اللاعبين، أثارت موجة من الجدل بين الجماهير، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. في الوقت ذاته، أثارت سياسات رئيس اللجنة الفنية، التي تركز على بيع عقود اللاعبين، تساؤلات حول مدى التناغم بين رؤيته وسعد الشهري. فهل ينجح مشروع الشهري في إعادة الاتفاق إلى مكانته الطبيعية، أم أن هذه القرارات قد تؤدي إلى توتر يهدد استمرارية المدرب؟ وكيف يعكس رد فعل الجمهور الاتفاقي هذا الصراع؟
مشروع سعد الشهري: الرهان على الشباب
منذ توليه تدريب الاتفاق في يناير 2025 خلفًا لستيفن جيرارد، أظهر سعد الشهري رؤية واضحة تركز على بناء فريق قائم على الشباب، مستفيدًا من خبرته مع المنتخبات السنية السعودية. الشهري، الذي قاد المنتخب الأولمبي إلى إنجازات مثل التأهل لأولمبياد طوكيو وبطولة آسيا تحت 23 عامًا في 2022، يرى في شباب الاتفاق مفتاح العودة إلى المنافسة.
في تصريحاته بعد نهاية الموسم، أكد الشهري أن التعاقدات الجديدة وتسريح اللاعبين سيكون تحت إشرافه، مشيرًا إلى أهمية ضم لاعبين شباب مثل البرتغالي جواو كوستا (مواليد 2005) لتعويض غياب موسى ديمبلي المصاب. هذه الرؤية أسهمت في تحسين أداء الفريق، حيث ارتقى الاتفاق إلى المركز السابع برصيد 35 نقطة، محققًا 7 انتصارات في 13 مباراة، بما في ذلك فوز بارز على الشباب بنتيجة 3-1.
نجاح الشهري لم يقتصر على النتائج، بل امتد إلى تحسين الأداء الفني. على سبيل المثال، أشاد الهولندي جورجينيو فينالدوم بقدرة المدرب على استغلال إمكانياته في مركز صانع الألعاب، قائلًا: "أعتقد أن اللعب في مركز 10 يخرج أفضل إمكانياتي ويساعدني على التسجيل والمساهمة". هذه التحسينات عززت ثقة الأعضاء الذهبيين في الشهري، رغم وداع الفريق لدوري أبطال الخليج.
سياسة رئيس اللجنة الفنية: الاستدامة المالية أولوية
في المقابل، تتبنى إدارة الاتفاق، بقيادة رئيس اللجنة الفنية، نهجًا يركز على الاستدامة المالية من خلال بيع عقود اللاعبين. خلال فترة الانتقالات الصيفية، شهد النادي رحيل لاعبين بارزين مثل حامد الغامدي، نواف الجناحي، مهند آل سعد، ومحمد محزري، إضافة إلى انتهاء عقود لاعبين مثل كارل توكو إيكامبي وفيتينيو. هذه القرارات، التي تتماشى مع توجيهات لجنة الاستدامة المالية في الاتحاد السعودي، أثارت استياء بعض الجماهير، الذين رأوا أنها قد تعيق مشروع الشهري.
على سبيل المثال، اشترطت الإدارة 20 مليون ريال للموافقة على انتقال الحارس أحمد الرحيلي إلى نادي العلا، مما يعكس نهجًا تجاريًا صارمًا. ورغم أهمية هذه السياسة للتوازن المالي، إلا أنها أثارت تساؤلات حول مدى توافقها مع رؤية الشهري، الذي يسعى للحفاظ على استقرار الفريق من خلال الاحتفاظ بالعناصر الشابة.
سلبية الجمهور الاتفاقي على منصات التواصل الاجتماعي
تصريحات سعد الشهري حول تحمله مسؤولية التعاقدات، وما رافقها من قرارات إدارية لبيع اللاعبين، أثارت ردود فعل متباينة بين جمهور الاتفاق على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة منصة X. بعض الجماهير أبدت دعمها لمشروع الشهري، مشيدةً بتركيزه على الشباب ونتائجه الإيجابية، مثل الفوز على الأخدود، حيث قال الشهري: "حققنا 3 نقاط مهمة، وراضون عن أغلب فترات المباراة". لكن فئة أخرى من الجمهور عبرت عن سلبية واضحة، معتبرةً أن قرارات رئيس اللجنة الفنية تضعف الفريق وتعرقل طموحات المدرب.
منشورات على منصة X أظهرت هذا الانقسام. أحد المشجعين، أشار إلى أن تصريحات الشهري في برنامج رياضي كشفت "حقائق غائبة" عن الوضع الداخلي للنادي، مما أثار استياء بعض الجماهير التي هاجمت المدرب بسبب صراحته. هذه السلبية، تعكس حساسية الجمهور تجاه التغييرات الإدارية والفنية. بعض التعليقات ركزت على بيع اللاعبين مثل الغامدي والجناحي، معتبرةً أنها قرارات "غير مدروسة" تهدد استقرار الفريق، بينما رأى آخرون أن الشهري يتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب إصراره على الاعتماد على لاعبين شباب قد لا يملكون الخبرة الكافية.
هذه السلبية ليست ظاهرة جديدة في عالم كرة القدم، حيث تُعد وسائل التواصل الاجتماعي منصة للتعبير عن الإحباط بسرعة فائقة، مما قد يؤدي إلى تضخيم الآراء السلبية. ومع ذلك، يبدو أن دعم الأعضاء الذهبيين للشهري، كما ذكرت صحيفة "اليوم"، قد خفف من حدة الانتقادات، حيث يرى البعض أن نتائجه الملموسة تدعم رؤيته.
صراع الرؤى: توتر محتمل أم تعاون مثمر؟
السؤال المحوري هو: هل يمكن لمشروع سعد الشهري، القائم على الشباب والتطوير الفني، أن يتفوق على سياسة رئيس اللجنة الفنية التي تركز على الاستدامة المالية؟ الشهري يملك سجلًا قويًا في تطوير اللاعبين الشباب، ونتائجه الإيجابية، مثل تحسين مركز الاتفاق إلى السابع، تعزز موقفه. لكن قرارات رئيس اللجنة الفنية، رغم أهميتها للاستقرار المالي، قد تُضعف الفريق على المدى القصير إذا استمر بيع العناصر الأساسية دون تعويض مناسب.
بوادر توتر محتمل ظهرت بعد تلميحات الشهري حول تحديات مالية، بما في ذلك تعليق لجنة الاستدامة لموافقتها على تمديد عقده بسبب "عدم توفير مستحقاته كاملة لسنتين". هذا الوضع يشير إلى اختلاف في الأولويات بين المدرب والإدارة. إذا استمر هذا الاختلاف، فقد يؤدي إلى صدام يهدد استمرارية الشهري، خاصة إذا لم يحقق الفريق انطلاقة قوية في أول 5-7 جولات من الموسم القادم.
ومع ذلك، هناك فرصة للتعاون إذا دعمت الإدارة رؤية الشهري باستقطاب لاعبين شباب بجودة عالية بدلاً من التركيز المفرط على البيع. نجاح الشهري في تحسين أداء الفريق يمنحه دعمًا قويًا من الأعضاء الذهبيين، لكن ردود الفعل السلبية من الجمهور قد تزيد الضغط على الطرفين إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.
الخلاصة: من سيفرض رؤيته؟
مستقبل الاتفاق يعتمد على قدرة سعد الشهري ورئيس اللجنة الفنية على التوفيق بين رؤيتيهما وسط ضغوط الجماهير على منصات التواصل الاجتماعي. مشروع الشهري يحمل إمكانيات واعدة لبناء فريق تنافسي، لكنه يحتاج إلى دعم إداري واستقرار مالي. في المقابل، سياسة رئيس اللجنة الفنية قد تضمن الاستدامة، لكنها قد تعيق طموحات الفريق إذا أدت إلى خسارة المزيد من اللاعبين المهمين. ردود الفعل السلبية من الجمهور، التي تفاقمت بسبب قرارات البيع وتصريحات الشهري، تضيف تحديًا إضافيًا يتطلب من الإدارة والمدرب معالجة دقيقة لاستعادة ثقة الجماهير.
الجولات الأولى من الموسم القادم ستكون حاسمة. إذا فشل الاتفاق في تحقيق نتائج قوية، فقد يواجه الشهري ضغوطًا متزايدة، وربما يتم النظر في إنهاء عقده مبكرًا. لكن إذا نجح في فرض أسلوبه وتحقيق التوازن بين الشباب والخبرة، مع دعم إداري يهدئ من روع الجماهير، فقد يثبت أن مشروعه هو السبيل لعودة "فارس الدهناء" إلى مكانته الطبيعية. فهل يتمكن الشهري من كسب هذا التحدي، أم ستطغى الأولويات المالية والضغوط الجماهيرية على طموحاته الفنية؟ الإجابة ستتضح مع انطلاق الموسم الجديد.
عبدالعزيز النعيم
@A_K_ALNUAIM
مشروع سعد الشهري: الرهان على الشباب
منذ توليه تدريب الاتفاق في يناير 2025 خلفًا لستيفن جيرارد، أظهر سعد الشهري رؤية واضحة تركز على بناء فريق قائم على الشباب، مستفيدًا من خبرته مع المنتخبات السنية السعودية. الشهري، الذي قاد المنتخب الأولمبي إلى إنجازات مثل التأهل لأولمبياد طوكيو وبطولة آسيا تحت 23 عامًا في 2022، يرى في شباب الاتفاق مفتاح العودة إلى المنافسة.
في تصريحاته بعد نهاية الموسم، أكد الشهري أن التعاقدات الجديدة وتسريح اللاعبين سيكون تحت إشرافه، مشيرًا إلى أهمية ضم لاعبين شباب مثل البرتغالي جواو كوستا (مواليد 2005) لتعويض غياب موسى ديمبلي المصاب. هذه الرؤية أسهمت في تحسين أداء الفريق، حيث ارتقى الاتفاق إلى المركز السابع برصيد 35 نقطة، محققًا 7 انتصارات في 13 مباراة، بما في ذلك فوز بارز على الشباب بنتيجة 3-1.
نجاح الشهري لم يقتصر على النتائج، بل امتد إلى تحسين الأداء الفني. على سبيل المثال، أشاد الهولندي جورجينيو فينالدوم بقدرة المدرب على استغلال إمكانياته في مركز صانع الألعاب، قائلًا: "أعتقد أن اللعب في مركز 10 يخرج أفضل إمكانياتي ويساعدني على التسجيل والمساهمة". هذه التحسينات عززت ثقة الأعضاء الذهبيين في الشهري، رغم وداع الفريق لدوري أبطال الخليج.
سياسة رئيس اللجنة الفنية: الاستدامة المالية أولوية
في المقابل، تتبنى إدارة الاتفاق، بقيادة رئيس اللجنة الفنية، نهجًا يركز على الاستدامة المالية من خلال بيع عقود اللاعبين. خلال فترة الانتقالات الصيفية، شهد النادي رحيل لاعبين بارزين مثل حامد الغامدي، نواف الجناحي، مهند آل سعد، ومحمد محزري، إضافة إلى انتهاء عقود لاعبين مثل كارل توكو إيكامبي وفيتينيو. هذه القرارات، التي تتماشى مع توجيهات لجنة الاستدامة المالية في الاتحاد السعودي، أثارت استياء بعض الجماهير، الذين رأوا أنها قد تعيق مشروع الشهري.
على سبيل المثال، اشترطت الإدارة 20 مليون ريال للموافقة على انتقال الحارس أحمد الرحيلي إلى نادي العلا، مما يعكس نهجًا تجاريًا صارمًا. ورغم أهمية هذه السياسة للتوازن المالي، إلا أنها أثارت تساؤلات حول مدى توافقها مع رؤية الشهري، الذي يسعى للحفاظ على استقرار الفريق من خلال الاحتفاظ بالعناصر الشابة.
سلبية الجمهور الاتفاقي على منصات التواصل الاجتماعي
تصريحات سعد الشهري حول تحمله مسؤولية التعاقدات، وما رافقها من قرارات إدارية لبيع اللاعبين، أثارت ردود فعل متباينة بين جمهور الاتفاق على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة منصة X. بعض الجماهير أبدت دعمها لمشروع الشهري، مشيدةً بتركيزه على الشباب ونتائجه الإيجابية، مثل الفوز على الأخدود، حيث قال الشهري: "حققنا 3 نقاط مهمة، وراضون عن أغلب فترات المباراة". لكن فئة أخرى من الجمهور عبرت عن سلبية واضحة، معتبرةً أن قرارات رئيس اللجنة الفنية تضعف الفريق وتعرقل طموحات المدرب.
منشورات على منصة X أظهرت هذا الانقسام. أحد المشجعين، أشار إلى أن تصريحات الشهري في برنامج رياضي كشفت "حقائق غائبة" عن الوضع الداخلي للنادي، مما أثار استياء بعض الجماهير التي هاجمت المدرب بسبب صراحته. هذه السلبية، تعكس حساسية الجمهور تجاه التغييرات الإدارية والفنية. بعض التعليقات ركزت على بيع اللاعبين مثل الغامدي والجناحي، معتبرةً أنها قرارات "غير مدروسة" تهدد استقرار الفريق، بينما رأى آخرون أن الشهري يتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب إصراره على الاعتماد على لاعبين شباب قد لا يملكون الخبرة الكافية.
هذه السلبية ليست ظاهرة جديدة في عالم كرة القدم، حيث تُعد وسائل التواصل الاجتماعي منصة للتعبير عن الإحباط بسرعة فائقة، مما قد يؤدي إلى تضخيم الآراء السلبية. ومع ذلك، يبدو أن دعم الأعضاء الذهبيين للشهري، كما ذكرت صحيفة "اليوم"، قد خفف من حدة الانتقادات، حيث يرى البعض أن نتائجه الملموسة تدعم رؤيته.
صراع الرؤى: توتر محتمل أم تعاون مثمر؟
السؤال المحوري هو: هل يمكن لمشروع سعد الشهري، القائم على الشباب والتطوير الفني، أن يتفوق على سياسة رئيس اللجنة الفنية التي تركز على الاستدامة المالية؟ الشهري يملك سجلًا قويًا في تطوير اللاعبين الشباب، ونتائجه الإيجابية، مثل تحسين مركز الاتفاق إلى السابع، تعزز موقفه. لكن قرارات رئيس اللجنة الفنية، رغم أهميتها للاستقرار المالي، قد تُضعف الفريق على المدى القصير إذا استمر بيع العناصر الأساسية دون تعويض مناسب.
بوادر توتر محتمل ظهرت بعد تلميحات الشهري حول تحديات مالية، بما في ذلك تعليق لجنة الاستدامة لموافقتها على تمديد عقده بسبب "عدم توفير مستحقاته كاملة لسنتين". هذا الوضع يشير إلى اختلاف في الأولويات بين المدرب والإدارة. إذا استمر هذا الاختلاف، فقد يؤدي إلى صدام يهدد استمرارية الشهري، خاصة إذا لم يحقق الفريق انطلاقة قوية في أول 5-7 جولات من الموسم القادم.
ومع ذلك، هناك فرصة للتعاون إذا دعمت الإدارة رؤية الشهري باستقطاب لاعبين شباب بجودة عالية بدلاً من التركيز المفرط على البيع. نجاح الشهري في تحسين أداء الفريق يمنحه دعمًا قويًا من الأعضاء الذهبيين، لكن ردود الفعل السلبية من الجمهور قد تزيد الضغط على الطرفين إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.
الخلاصة: من سيفرض رؤيته؟
مستقبل الاتفاق يعتمد على قدرة سعد الشهري ورئيس اللجنة الفنية على التوفيق بين رؤيتيهما وسط ضغوط الجماهير على منصات التواصل الاجتماعي. مشروع الشهري يحمل إمكانيات واعدة لبناء فريق تنافسي، لكنه يحتاج إلى دعم إداري واستقرار مالي. في المقابل، سياسة رئيس اللجنة الفنية قد تضمن الاستدامة، لكنها قد تعيق طموحات الفريق إذا أدت إلى خسارة المزيد من اللاعبين المهمين. ردود الفعل السلبية من الجمهور، التي تفاقمت بسبب قرارات البيع وتصريحات الشهري، تضيف تحديًا إضافيًا يتطلب من الإدارة والمدرب معالجة دقيقة لاستعادة ثقة الجماهير.
الجولات الأولى من الموسم القادم ستكون حاسمة. إذا فشل الاتفاق في تحقيق نتائج قوية، فقد يواجه الشهري ضغوطًا متزايدة، وربما يتم النظر في إنهاء عقده مبكرًا. لكن إذا نجح في فرض أسلوبه وتحقيق التوازن بين الشباب والخبرة، مع دعم إداري يهدئ من روع الجماهير، فقد يثبت أن مشروعه هو السبيل لعودة "فارس الدهناء" إلى مكانته الطبيعية. فهل يتمكن الشهري من كسب هذا التحدي، أم ستطغى الأولويات المالية والضغوط الجماهيرية على طموحاته الفنية؟ الإجابة ستتضح مع انطلاق الموسم الجديد.
عبدالعزيز النعيم
@A_K_ALNUAIM
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.