تحول المشهد بشكل دراماتيكي في مسيرة النجم البرتغالي أوتافيو مينيرو مع نادي النصر ، من لاعب أساسي ومحوري في تشكيل الفريق، إلى اسم مستبعد من قائمة معسكر الإعداد الخارجي للموسم الجديد، والذي يقيمه النادي حاليًا في النمسا، بقرار مباشر من المدير الفني البرتغالي جورجي جيسوس. هذا القرار المفاجئ، والذي أكده أكثر من مصدر داخل أروقة النادي، يعكس تغييرًا جذريًا في قناعة الجهاز الفني تجاه اللاعب الذي لطالما عوّل عليه النصر خلال المواسم الماضية، بل ووُصف في فترات سابقة بـ"الفتى المدلل" داخل غرفة الملابس نظير مستواه الفني وشخصيته القيادية داخل الملعب. القرار الصادم.. والاستبعاد من النمسا قرار الاستبعاد من المعسكر لم يكن مجرد غياب إداري أو فني مؤقت، بل يبدو أنه مقدمة حتمية لرحيل أوتافيو عن الفريق هذا الصيف، خاصة في ظل غياب اسمه عن مخططات المدرب جيسوس الذي بدأ في إعادة تشكيل وسط الميدان عبر خيارات بديلة، تعتمد أكثر على الطابع الدفاعي والضغط العالي. بحسب مصادر مطلعة، فإن استبعاد أوتافيو جاء بعد تقييم شامل لأدائه خلال الموسم الماضي، وخصوصًا في المباريات الكبرى، حيث لم يظهر بالمستوى المنتظر منه كلاعب أجنبي في فريق ينافس على جميع البطولات. أنظار الأندية تتجه نحوه.. الأهلي والقادسية يترقبان فيما تتأكد القطيعة بين اللاعب والنصر، تشير تقارير صحفية برتغالية إلى دخول أكثر من نادٍ في مفاوضات فعلية لضم اللاعب، وعلى رأسها الأهلي السعودي الذي يبحث عن تعزيز صفوفه بلاعب بخبرة الدوري المحلي وشخصية قيادية. كذلك برز اسم القادسية كمنافس قوي على الصفقة، ضمن مشروعه الطموح لبناء فريق متوازن. ولا تقتصر العروض على الدوري السعودي، فقد أشارت صحف برازيلية إلى اهتمام من قبل ناديي غريميو وأتلتيكو مينيرو بالتوقيع مع اللاعب، معولين على رغبته في العودة إلى القارة اللاتينية بعد رحلة احترافية طويلة في أوروبا وآسيا. علامة استفهام.. هل فشل المشروع البرتغالي؟ رحيل أوتافيو المحتمل يعيد فتح باب التساؤلات حول جدوى المشروع "البرتغالي" الذي اعتمده النصر في مواسمه الأخيرة، بالتعاقد مع عدد من الأسماء البرتغالية، سواء لاعبين أو مدربين. ومع تعثر بعض هذه التجارب، يبدو أن إدارة النادي تتجه إلى مراجعة شاملة لطريقة بناء الفريق. أوتافيو بالأرقام مع النصر ورغم الجدل حول مستواه مؤخراً، تبقى أرقام أوتافيو مع النصر مقبولة قياساً بفترة تواجده، حيث شارك في: 84 مباراة سجّل 12 هدفًا صنع 16 تمريرة حاسمة ساهم في 28 هدفًا بشكل مباشر أرقام تضعه ضمن قائمة اللاعبين الأكثر إسهامًا هجوميًا في الفريق خلال آخر موسمين، لكنها ربما لم تكن كافية لإقناع جيسوس باستمراره، خاصة مع تطلعات "العالمي" للعودة إلى منصة البطولات محليًا وقاريًا. مع اقتراب النصر من إنهاء ملف مستقبل أوتافيو، تبدو أيام اللاعب داخل أسوار "العالمي" معدودة، وبين مطرقة الانتقادات وسندان التهميش، قد تكون وجهته القادمة فرصة جديدة لاستعادة بريقه في نادٍ يمنحه الثقة الكاملة للعودة إلى التألق. وفيما يترقّب الجمهور النصراوي مزيدًا من الصفقات الكبرى، يبدو أن صفحة أوتافيو تُطوى بهدوء، في انتظار الإعلان الرسمي عن خروجه من الفريق.