يشهد الدوري المصري لكرة القدم انطلاقة تاريخية يوم الجمعة، بمشاركة 21 فريقًا للمرة الأولى في تاريخه الممتد، وسط نظام جديد يهدف إلى تطوير المنافسة وتقليل الأزمات التنظيمية، مع ترقب جماهيري كبير لموسم يُتوقع أن يكون حافلاً بالإثارة، سواء في صراع القمة أو معركة الهبوط.
مشاركة استثنائية ونظام جديد
قرر الاتحاد المصري لكرة القدم إلغاء الهبوط في الموسم الماضي، ما أبقى على الأندية الـ18 المتواجدة، مع صعود ثلاثة فرق من دوري الدرجة الثانية وهي: المقاولون العرب، ووادي دجلة، وكهرباء الإسماعيلية الذي يشارك لأول مرة في تاريخه، ليصبح الفريق رقم 76 في سجل مشاركي الدوري الممتاز.
وسيقام الدوري هذا الموسم على مرحلتين:
المرحلة الأولى بنظام دوري من دور واحد بين الفرق الـ21.
المرحلة الثانية تُقسم فيها الفرق إلى مجموعتين: سبعة فرق تتنافس على اللقب، و14 فريقًا تتصارع لتفادي الهبوط. وسيهبط أربعة فرق إلى الدرجة الثانية، على أن يصعد ثلاثة في الموسم التالي ليُعتمد عدد ثابت من 20 فريقًا مستقبلاً.
موعد مبكر لتجهيز المنتخب
وبالتعاون مع رابطة الأندية، قرر الاتحاد تقديم موعد انطلاق الدوري إلى 8 أغسطس، بهدف منح المنتخب الوطني فرصة للتجمع المبكر استعدادًا لمواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو ضمن تصفيات كأس العالم، والتي تُقام الشهر المقبل.
ومن المقرر أن تنتهي المسابقة في مايو 2026، قبل انطلاق مونديال الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بوقت كافٍ، في حين ستتوقف البطولة لمدة شهر ونصف تقريبًا في ديسمبر ويناير، بسبب مشاركة مصر في كأس العرب بقطر وكأس الأمم الإفريقية بالمغرب.
وسيشارك المنتخب المصري في كأس العرب بالمنتخب الرديف بقيادة حلمي طولان، بينما يخوض المنتخب الأول بقيادة حسام حسن منافسات كأس أمم إفريقيا.
إصلاحات تنظيمية بعد أزمات الموسم الماضي
رئيس رابطة الأندية، أحمد دياب، أكد في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن الرابطة قررت إجراء تعديلات على لائحة المسابقة لتفادي تكرار أزمات الموسم الماضي، وأبرزها أزمة قمة الأهلي والزمالك.
قال دياب:
"أدخلنا تعديلات على اللائحة، أهمها إجراء قرعة منفصلة للمرحلة الثانية، وتعديل نظام طلب الحكام الأجانب بحيث يسمح بتقديم الطلب قبل المباراة بعشرة أيام فقط بدلاً من 15، أو التقديم لمباريات بعينها منذ بداية الموسم".
وكان الأهلي قد رفض خوض مباراة الزمالك في بداية المرحلة الثانية الموسم الماضي بسبب تأخر الإعلان عن الحكام وعدم إجراء القرعة في الوقت المناسب، ما أدى إلى اعتباره خاسرًا وخصم ثلاث نقاط من رصيده، قبل أن يُلغى القرار لاحقًا لعدم تطابق اللائحة على الحالة.
وأضاف دياب:
"نسعى لسحب قرعة المرحلة الثانية قبل انطلاقها بعشرة أيام على الأقل لضمان الشفافية وإتاحة الوقت الكافي للأندية".
من جانبه، قال طه عزت، رئيس لجنة المسابقات، إن لائحة الانسحاب تم تعديلها لتكون أكثر وضوحًا وتمنع اللبس في مثل تلك الحالات.
وفيما حسم الأهلي اللقب الموسم الماضي بفارق نقطتين فقط عن بيراميدز، لا تزال المحكمة الرياضية الدولية تنظر في طعن قدمه بيراميدز بشأن خصم النقاط من الأهلي، والذي قد يؤثر على ترتيب البطولة بأثر رجعي، رغم أن المحكمة رفضت البت فيه بشكل عاجل.
وأكد عزت:
"إذا صدر قرار من المحكمة الرياضية بمنح بيراميدز اللقب، سنلتزم به فورًا لأنه قرار دولي ملزم".
مدربون جدد ووجوه واعدة
يتميز الموسم الجديد بتغييرات كبيرة على صعيد الأجهزة الفنية، حيث يظهر عدد من الوجوه الجديدة، المحلية والأجنبية، في قيادة الأندية:
الأهلي تعاقد مع الإسباني خوسيه ريبيرو لقيادة الفريق.
الزمالك استعان بالبلجيكي يانيك فيريرا.
المصري البورسعيدي عيّن التونسي نبيل الكوكي.
الإسماعيلي أسند القيادة الفنية للجزائري ميلود حمدي.
أما على صعيد الأسماء المصرية، فسيظهر اثنان من نجوم الكرة المصرية لأول مرة في منصب المدير الفني:
محمد شوقي نجم الأهلي السابق يقود فريق زد في تجربته التدريبية الأولى.
أحمد مصطفى (بيبو) يتولى تدريب الجونة في بداية مشواره الفني.
منافسة ثلاثية على اللقب
من المنتظر أن تشتعل المنافسة على لقب الدوري بين الثلاثي المعتاد: الأهلي حامل اللقب، الزمالك الساعي لاستعادة التوازن، وبيراميدز الباحث عن تتويج أول بعد موسمين من المنافسة الشرسة.
وفي المقابل، ستكون معركة البقاء في الدوري شرسة للغاية بين 14 فريقًا في المرحلة الثانية، في ظل هبوط أربعة فرق، مما يرفع سقف التحدي ويزيد من إثارة البطولة.