يعتبر الجمهور العنصر الأساسي في استدامة ممارسة الرياضة التنافسية، وبالأخص كرة القدم، لما له من دور مهم، بل إن حضور الجمهور للمدرجات في دول العالم لم يعد يقتصر على التشجيع، بل يعد مصدراً لتطوير ميزانيات الأندية خصوصاً منها التي تمتلك مجمعات رياضية ضخمة تتسع لأعداد كبيرة من الجمهور، لا تقتصر على الملاعب التي تقام عليها المباريات بل تضم متاحف ودور سينما ومراكز تسوق وأموراً ترفيهية وترويجية أخرى، وكلها تنعكس على سعادة الجمهور ورفاهيته.مع استئناف دوري أدنوك للمحترفين وعودة الجمهور أتمنى أن يجد المشجع كل ما يحتاج إليه من عناصر تسهم في راحته وتسهم في استمرار حضوره للمدرجات ليقف خلف فريقه بشكل مثالي ومستدام، من بنى تحتية جديدة لا تقتصر على المشجع بل على عائلته أيضاً من خلال توفير أماكن ترفيه وراحة للجميع، وحتى لو كان تأمين ذلك بشكل تدريجي، ومن المؤكد أن ذلك سيسهم في استفادة الأندية تشجيعياً ومالياً، لما سيدر على خزانتها من موارد مالية.نتمنى أن ترسم الخطط وأن يباشر فيها في أقرب وقت، لأن الجمهور زاد مهم لنجاح المبادرات الرياضية، وكذلك علينا أن نكون حريصين أشد الحرص على دعم الحضور الجماهيري ليدعم فرقنا، لأنه بدون الجمهور لن تكون هنالك متعة حقيقية، وأتذكر عندما أقيمت بطولة دوري أبطال أوروبا خلال جائحة كورونا وكانت بدون حضور الجمهور ظهرت المنافسات وكأنها بلا طعم ولا لون ولا رائحة، ونتذكر معاً أن إحدى أشد العقوبات على الأندية أن تخوض مبارياتها بدون جمهور، لذلك علينا ألا نعاقب أنفسنا بأنفسنا إذا ما قصرنا في حق الجمهور.ولكي نكون منصفين فإننا نتمتع في الإمارات بوجود جمهور كبير وحضاري ويحب أنديته لكنه يبحث عن راحته أيضاً، لذلك علينا أن نوفر له متطلبات حضوره للمدرجات، فمثلاً الضيافة أتمنى ألا تقتصر على فئة الضيوف المهمين، فماذا لو امتدت لشريحة أكبر، وماذا لو حصل المشجعون على مساحات وقوف مجانية أو مدفوعة بثمن رمزي وهكذا.وقد لفتني حضور جمهور نادي الوصل بعدد قارب 3000 متفرج في مباراة ودية في أجواء حارة وكيف أن إدارة النادي وفرت أدوات تبريد أمام المدرجات لتلطف الأجواء، وأتذكر جمهورنا العزيز ووقفته مع المنتخب الوطني في عشرات المباريات وكيف كان يسافر لمسافات لأجل أن يشجع «الأبيض».كلمة مهمةنثمن جهود رابطة المحترفين الإماراتية في تعزيز حضور الجمهور حتى أصبح شريكاً استراتيجياً للنجاح من خلال أمور كثيرة، منها تكريم جمهور الأندية الأفضل بعد كل شهر من المنافسات، وتكريم سنوي لأفضل جمهور، والاستعانة بالجمهور في التصويت على جوائز أفضل لاعب ومدرب وحارس مرمى. وكل الشكر والتقدير لهذه الجهود الواضحة.