رياضة / الطريق

تقنية “خط المرمى الذكية” في البريميير ليغ: التسلل في ثوبه الجديد الثلاثاء، 24 يونيو 2025 10:25 مـ

مع بداية موسم 2025-26، اتجه الدوري الإنجليزي الممتاز إلى خطوة ثورية في عالم كرة القدم باعتماد التقنية شبه الآلية لتحديد حالات التسلل. هذه التكنولوجيا لم تعد مجرد فكرة تجريبية أو أداة مساعدة للحكام، بل أصبحت جزءًا أصيلًا من المباريات. كثيرون يعتبرونها بداية حقبة جديدة سيكون لها تأثير بعيد المدى على طبيعة اللعبة وارتباطها بالجماهير والإعلام وحتى عالم المراهنات الرياضية.

ماهية التقنية الجديدة

تعتمد هذه التقنية على دمج حساسات متطورة داخل الكرة الرسمية، والتي أصبحت هذا الموسم من توقيع شركة Puma التي حلت محل Nike كراعٍ رسمي لبطولة البريميير ليغ. إلى جانب ذلك، تم تركيب شبكة من الكاميرات الدقيقة داخل الملاعب قادرة على تتبع حركة اللاعبين ومواقعهم بدقة تصل إلى أجزاء من الثانية. هذه المنظومة تجعل من الممكن تحديد أي حالة تسلل بشكل شبه فوري، حيث تصل الإشارة مباشرة إلى غرفة تقنية الفيديو (VAR) ومن ثم إلى الحكم لاتخاذ القرار النهائي في غضون ثوانٍ معدودة.

تأثير التقنية على سير المباريات

التغيير الذي أحدثته التقنية كان واضحًا منذ الأسابيع الأولى. القرارات التي كانت تستغرق سابقًا دقيقتين أو أكثر من المراجعة باتت تُحسم في لحظات قصيرة، مما جعل وتيرة المباريات أكثر سلاسة. كما أن الجدل التقليدي بين الجماهير حول صحة قرارات التسلل أصبح أقل حدّة، بعد أن بات الاعتماد على بيانات دقيقة لا تترك مجالًا كبيرًا للشك. هذا الأمر انعكس إيجابًا على اللاعبين والمدربين أيضًا، حيث أصبحوا أكثر تركيزًا على اللعب بدلاً من الانشغال باحتمال إلغاء هدف أو احتسابه بشكل متأخر.

الأبعاد التجارية والاستراتيجية

لم يكن إدخال التقنية مقتصرًا على الجوانب التحكيمية فقط، بل ارتبط بأبعاد تجارية وإعلامية واضحة. شركة Puma على سبيل المثال، لم تكتفِ بتوريد كرة جديدة للدوري، بل قدّمت منتجًا يحمل بُعدًا تكنولوجيًا يعكس صورة الابتكار. هذا منحها ميزة تسويقية قوية أمام منافستها التاريخية Nike. أما الدوري الإنجليزي، فقد عزّز سمعته كأكثر الدوريات تطورًا وحداثة، مما جعله يحافظ على مكانته العالمية كواجهة لكرة القدم الحديثة. الإعلام أيضًا وجد في هذه الخطوة مادة غنية للتغطية والتحليل، مما ساهم في جذب المزيد من الاهتمام الجماهيري.

انعكاس التقنية على المراهنات الرياضية

التأثير الأبرز الذي قد يغفل عنه البعض هو ارتباط هذه التقنية بعالم مواقع مراهنات رياضية. القرارات السريعة والواضحة تعني أن الرهانات لم تعد عرضة للتغيّر المفاجئ بسبب هدف ملغى أو حالة جدلية. هذا ساهم في رفع مستوى الشفافية بين المراهنين والمنصات. بالإضافة إلى ذلك، فإن البيانات شبه الآلية التي توفرها التقنية أصبحت فرصة ذهبية لتطوير أسواق مراهنات جديدة، خصوصًا في الرهانات اللحظية (In-play betting)، حيث يتم تحديث الاحتمالات بشكل مستمر وفقًا لمجريات المباراة. هذا التطور يجعل تجربة المراهن أكثر دقة وواقعية، ويزيد من ثقة المستخدمين في المنصات العالمية.

مقارنة مع الدوريات الأخرى

إذا نظرنا إلى الدوريات الأوروبية الكبرى، سنجد أن الدوري الإنجليزي خطا خطوة سبّاقة. ففي إسبانيا مثلًا، ما زال الاعتماد قائمًا على تقنية الـVAR التقليدية، بينما يخطط الدوري الإيطالي لاعتماد التقنية بداية من الموسم القادم. أما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فقد أعلن أنه سيدخل هذه التقنية في منافسات دوري أبطال أوروبا اعتبارًا من الأدوار الإقصائية. هذا التفوق المبكر يمنح البريمير ليغ مكانة إضافية، ويعزز صورته باعتباره الدوري الأكثر جاهزية لتبني الابتكار.

ردود الأفعال من داخل الملعب

ردود الفعل من اللاعبين والمدربين جاءت في معظمها إيجابية. المدربون أكدوا أن هذه التقنية تخفف من الضغوط النفسية وتمنحهم الثقة بأن مجهود فرقهم لن يضيع بسبب خطأ تحكيمي. اللاعبون بدورهم عبّروا عن ارتياحهم لفكرة أن أهدافهم أو تحركاتهم الحاسمة ستُقيّم وفق معايير دقيقة لا تحتمل الكثير من الجدل. ومع ذلك، هناك أصوات أخرى ترى أن الاعتماد الكبير على التقنية قد يسلب كرة القدم جانبًا من طبيعتها الإنسانية، إذ اعتاد الجمهور على لحظات الجدل التي كانت تشكل جزءًا من إثارة اللعبة.

التحديات والانتقادات

رغم كل الإيجابيات، ما زالت هناك بعض التحديات. بعض النقاد يخشون أن يؤدي الاعتماد الكلي على التكنولوجيا إلى فقدان جزء من "دراما كرة القدم" التي تكمن في القرارات البشرية المتفاوتة. من جانب آخر، تبقى التكلفة العالية عقبة حقيقية أمام التقنية في الدوريات الأصغر أو المسابقات المحلية، مما قد يزيد الفجوة بين الدوريات الكبرى والصغرى. وهناك أيضًا سؤال مشروع حول مدى جاهزية النظام لمواجهة الأعطال التقنية، خاصة إذا حدث خلل في مباراة نهائية مصيرية.

الخاتمة

من الواضح أن تطبيق تقنية التسلل شبه الآلية في الدوري الإنجليزي الممتاز هو نقلة نوعية نحو لعبة أكثر عدلًا واحترافية. ومع أن هذه الخطوة تسعى إلى تحسين نزاهة المنافسة، فإن تأثيرها يمتد إلى عالم الإعلام، الشراكات التجارية، بل وحتى إلى مواقع المراهنات الرياضية التي باتت أكثر موثوقية في أعين المستخدمين. لكن يبقى التحدي الحقيقي هو تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على روح اللعبة التقليدية التي جعلت كرة القدم "لعبة الشعب" الأولى عالميًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا