يواجه نادي مانشستر يونايتد، أحد أعرق أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أزمة مالية ورياضية متفاقمة بعد أن أعلن عن إيرادات شبه مستقرة وخسائر متزايدة، في وقت يواصل فيه التراجع أمام منافسيه الكبار. وكشف النادي المملوك لعائلة غليزر والملياردير البريطاني جيم راتكليف، عن تحقيق إيرادات بلغت 666.5 مليون جنيه إسترليني (910 ملايين دولار) للسنة المالية المنتهية في يونيو 2025، مقارنة بـ 661.7 مليون جنيه في العام السابق. ومع ذلك، سجل النادي خسائر قدرها 33 مليون جنيه. ودفعت هذه النتائج المخيبة أسهم «مانشستر يونايتد» للهبوط بنسبة وصلت إلى 12% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق الأمريكية، بعد أن خفّض النادي توقعاته للإيرادات في 2026. ورغم أن الخسائر تقلصت قليلاً هذا العام، إلا أنها لا تزال تتجاوز 300 مليون جنيه خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما دفع راتكليف للتحذير مؤخراً من أن النادي «يقترب من نفاد السيولة». ويخطط النادي في الوقت ذاته لبناء ملعب ضخم بسعة 100 ألف متفرج، ما يضع ضغوطاً إضافية على أوضاعه المالية. والأزمة لم تقتصر على النادي، إذ تواجه شركة «إينيوس غروب القابضة»، المملوكة لراتكليف، ضغوطاً مالية أيضاً، حيث خفضت وكالة «موديز» تصنيفها الائتماني إلى فئة «عالية المخاطر» بسبب ضعف أدائها التشغيلي وتراجع مؤشرات قوتها المالية. ورغم أن الإيرادات التجارية للنادي ارتفعت بنسبة 10% إلى مستوى قياسي بلغ 333.3 مليون جنيه، إلا أن إيرادات البث التلفزيوني هوت بنسبة 22% بسبب تراجع الفريق محلياً وغيابه عن دوري أبطال أوروبا، إذ اكتفى بالمشاركة في بطولة الدوري الأوروبي، ورغم وصوله إلى النهائي فإن العوائد لم تكن قادرة على تعويض الفارق الكبير. والأسوأ أن «مانشستر يونايتد» لن يشارك هذا الموسم في أي من البطولات الأوروبية، في وقت تشارك فيه تسعة أندية إنجليزية أخرى في المسابقات القارية. وميدانياً، يعيش الفريق أسوأ بداية له منذ 33 عاماً، حيث جمع فقط أربع نقاط في أول أربع مباريات ليحتل المركز الرابع عشر، كما تلقى هزيمة صادمة أمام فريق الدرجة الرابعة «غريمسبي تاون» في كأس محلية. ويواجه المدرب البرتغالي روبن أموريم، الذي تعاقد معه النادي في نوفمبر الماضي من «سبورتنغ لشبونة»، ضغوطاً متزايدة لتغيير أسلوب اللعب، لكنه يصر على التمسك بفلسفته. وقال بعد الخسارة الثقيلة أمام مانشستر سيتي: «لا أعتقد أن المشكلة في النظام أو الطريقة، أؤمن بأسلوبي وسأستمر به حتى أقرر التغيير». وعلى الرغم من أن النادي دعم أموريم في سوق الانتقالات الصيفية بإنفاق ضخم بلغ 250.7 مليون يورو على صفقات جديدة، إلا أنه لم يجمع سوى 74.2 مليون يورو من بيع لاعبين، أبرزهم الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو. ومنذ وصول أموريم، حقق الفريق ثماني انتصارات فقط، وهو معدل يقترب من مستويات الفرق المهددة بالهبوط. (بلومبيرغ)