رياضة / صحيفة الخليج

دروس من الماضي

عبدالله عبدالرحمن

لتشابه الظروف وللاستفادة من الدروس قبل الملحمة الضروس، أرجع بكم إلى الماضي البعيد، تحديداً قبل أربعين سنة، إلى شهر سبتمبر في منتصف الثمانينات، كان على «الأبيض» خوض مباراتين مهمتين في مشوار نهائيات تصفيات كأس العالم 1986 المؤهلة للمكسيك (المرحلة قبل الأخيرة والأصعب) مع منتخب الشقيق.. المباراة الأولى (الذهاب) في السابع من سبتمبر في استاد زعبيل، والثانية في الحادي والعشرين من سبتمبر في الطائف.. الفائز في مجموع المباراتين كان سيكون قريباً جداً من المونديال.. محصلة المباراتين النهائية كانت خسارتنا من المنتخب العراقي بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ملعبنا وفوزنا في الطائف بهدفين مقابل هدف واحد للعراق، فتأهل العراق للمرحلة الأخيرة، ثم فاز على ، وصعد للمونديال لأول مرة في تاريخه.
ألخص أهم الأمور -التي تعنينا- من هاتين المباراتين: الأول: جميع الأهداف الأربعة التي ولجت مرمانا كانت أخطاء الخط الخلفي (سوء تمركز.. اندفاع دفاعنا وحارسنا (عبدالقادر حسن) إلى الأمام.. نقص منسوب اليقظة وضعف التركيز).. علاوة على غياب مبارك غانم وخليل غانم (في المباراة الأولى) والذي كان نقطة ضعف وخصوصاً في ظل قلة خبرة خالد العزيز وعادل حديد وعدم انسجامهما -رغم اجتهادهما-.. الأمر الثاني: لم تشفع لنا قوتنا الهجومية الضاربة في المباراتين بتسجيلنا أربعة أهداف بواسطة عدنان الطلياني وفهد خميس -هدفين لكل منهما- ووجود خط وسط بنزعة هجومية قوية: فهد (وفاروق) عبدالرحمن وعبدالله سلطان والمرحوم سعيد عبداالله (عبدالرزاق إبراهيم) وخالد إسماعيل مع تقدّم الكابتن الظهير الأيسر حسن علي «المُكلف» إلى الأمام وكأنه جناح على حساب التغطية الدفاعية الضرورية، وخصوصاً أمام قناصي وهدافي العراق الكبار أمثال حسين سعيد وأحمد راضي وعناد عبد وناطق هاشم.. الأمر الثالث: خسارة المباراة الأولى صعّبت من مهمة «الأبيض» في المباراة الثانية-رغم فوزنا، وبالتالي، هزيمة مباراة الذهاب سَبَبٌ رئيسي لعدم تأهلنا للمكسيك، إضافة إلى طرد غريب لمدافعنا بسبب سلوكه غير المبرر في المباراة الثانية، وليس بسبب هفوة لاعبنا أمام كريم صدام في الإياب.
الدروس المستفادة لمباراتي عمان وقطر في أكتوبر القادم من هاتين المباراتين: أولاً: إعطاء كل جهدنا للمباراة الأولى -مفتاح التأهل- والدخول بأفضل وأقوى تشكيلة ممكنة في جميع الخطوط وحسمها، كي لا ندخل في تعقيدات المباراة الثانية بسبب ضغط فارق الأهداف وخلافه، ومن ثَمَّ اللعب دون ضغوط هائلة في المباراة الثانية.. ثانياً: التركيز ثم التركيز بكل ما أوتينا من خبرة ودراية ومهارة في الدفاع من خلال: أولاً: تلافي أخطاء التصفيات، ثانياً: عدم المجازفات بالفنيات والاستعراضات في الخطوط الخلفية واللعب على المضمون، ثالثاً: تجنب تقدم الحارس والدفاع إلى الأمام، خشية الهجمات المرتدة ضدنا.. الأمر الأخير: الحذر من الكروت الحمراء والتي قد تربك حساباتنا بقوة في المباراتين!
ختاماً أقول إنني اضطررت للرجوع الى الماضي المؤلم، لأننا نحتاج إلى دروسه المهمة رغم قسوتها ومرارتها، للاستفادة القصوى منها، ولكي تسهم في تحقيق « وطن» مشروع طال انتظارنا له وشوقنا إليه.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا