رغم إعلان نادي الزمالك انسحابه من بطولة إفريقيا للأندية لكرة اليد، المقرر إقامتها في الفترة من 11 إلى 20 أكتوبر/تشرين الجاري، كشفت مصادر داخل النادي عن احتمال تراجع الإدارة عن القرار في حال التوصل إلى اتفاق ودي مع الاتحاد الإفريقي لكرة اليد بشأن الغرامة المالية المترتبة على الانسحاب.

مفاوضات لتجنب العقوبة

تتحرك إدارة الزمالك حالياً في مفاوضات ودية مكثفة مع مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة اليد، على أمل إعفاء النادي من الغرامة المقررة حال الانسحاب، بحسب ما نشرته صحف محلية.

وأوضحت مصادر أن النادي لن يرسل خطاب الاعتذار الرسمي، إلا بعد التأكد من عدم توقيع أي عقوبات مالية قد تزيد من أعبائه، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها النادي مؤخراً.

قرارات صعبة داخل القلعة البيضاء بسبب العجز المالي

تعيش القلعة البيضاء واحدة من أصعب فتراتها المالية في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت الأزمة الاقتصادية التي تضرب نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب المحرك الأول وراء القرارات المصيرية، سواء المتعلقة بفرق كرة القدم، أو الأنشطة الرياضية الأخرى.

ومن بين تداعيات الأزمة، جاء القرار المفاجئ بانسحاب فريق كرة اليد من بطولة إفريقيا للأندية، بعدما عجز النادي عن تغطية تكاليف المشاركة المرتفعة.

تفاصيل قرار انسحاب الزمالك

كشف مصدر مسؤول داخل الزمالك، لصحف محلية، أن هشام نصر، نائب رئيس مجلس الإدارة، والمفوض بملف كرة اليد، طلب من أحمد السمري، مدير النشاط الرياضي، إعداد تقرير مالي حول تكلفة المشاركة في البطولة الإفريقية للأندية.

وأوضح التقرير أن المشاركة تُكلف النادي نحو 6 ملايين جنيه، وهو مبلغ يفوق قدرات خزينة النشاط الرياضي التي تعاني بشدة، خاصة بعد أزمة سحب أرض 6 أكتوبر، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ القرار الصعب بالانسحاب من البطولة.

إدارة الزمالك: القرار اضطراري وليس اختياراً

بحسب المصدر، ناقش مجلس الإدارة الموقف من الجوانب القانونية والمالية قبل إقرار الانسحاب، مؤكداً أن القرار جاء اضطرارياً، بسبب تدهور الموارد المالية، وانخفاض دخل النادي في الفترة الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بتمويل الأنشطة الرياضية المختلفة.

ويعد القرار ضربة موجعة لجماهير الفريق، إذ تُعتبر كرة اليد من أكثر الألعاب التي حقق فيها الزمالك إنجازات إفريقية وتاريخية.

أزمة أخرى: فيريرا تحت المجهر

يواجه نادي الزمالك مأزقاً آخر، بسبب المطالب المتزايدة بإقالة المدير الفني لفريق كرة القدم، البلجيكي يانيك فيريرا، بعد سلسلة من النتائج السلبية، وآخرها التعادل المخيب أمام غزل المحلة. إلا أن النادي مكبّل بالشرط الجزائي في عقد المدرب، الذي ينص على حصوله على كامل مستحقاته حتى نهاية الموسم في حال الإقالة.

ويتقاضى فيريرا وجهازه المعاون 55 ألف دولار شهرياً، ما يعني أن رحيله الآن سيُكلف الزمالك مبلغاً ضخماً لا يستطيع النادي تحمله في ظل الأزمة المالية الراهنة، التي تؤثر حتى على دفع مستحقات لاعبي فريق الكرة الاول.