هناك مواقف تتمنى فيها أن تتحول الأحلام إلى واقع، والموقف الذي تعيشه الإمارات اليوم مثال لتلك المواقف التي غالباً لا تتكرر كثيراً، والتي من شأنها أن تفتح أبواب التاريخ والمجد، ليتحقق معها حلم وطن وشعب ينتظر هذه اللحظة التي يعيد فيها المنتخب كتابة التاريخ بالتأهل لنهائيات كأس العالم 2026، في حدث إن تحقق اليوم سيكون يوم 14 من أكتوبر يوماً من الأيام الخالدة في ذاكرة الإمارات.

لن نخوض في الحسابات ولا في الجوانب الفنية أو الظروف المحيطة، والتي جميعها ليست في صالحنا وجميعاً يدرك ذلك، لكن تلك الظروف يجب أن تضاعف من حجم الإصرار والرغبة لدينا لاجتياز جميع تلك العقبات، وبالتالي، فإن الحديث عن الظروف المحيطة، التي تم وضع منتخبنا فيها في الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال الأمريكي، كانت معروفة وتم وضعها في الحسبان وقادرون، بإذن الله، على التعامل معها.

90 دقيقة فقط، هي الفاصلة بيننا وبين حلم وطن ينتظر أن يرى أضواء المونديال الأمريكي، وكما أن جماهيرنا تحلم وتنتظر أن يتحول الحلم لواقع وحقيقة، فإن الجماهير القطرية لديها نفس الأمنية وتترقب وتنتظر أن ينزع «العنابي» بطاقة المونديال، وكذلك الحال بالنسبة للجماهير السعودية والعراقية اللذين سيلتقيان معاً في مواجهة مطابقة لمواجهة قطر والإمارات، في صراع من أجل انتزاع آخر بطاقتين مؤهلتين عن القارة الآسيوية، وبعدها لن يكون هناك سوى نصف بطاقة سينتزعها المتأهل كثاني أفضل وسيذهب بها نحو الملحق العالمي في رحلة محفوفة بالمخاطر.

الإمارات وقطر والعراق والسعودية مواجهتين خليجيتين مفتوحتين على جميع الحسابات، والتكهن بالنتيجة ومعرفة هوية المتأهل صعب، ولن تكشفها إلا صافرة النهاية، وبإذن الله، يتحقق حلم الوطن.