لم تهدأ النيران بين برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم (RFEF) منذ فترة، كما أن قضية لامين يامال أعادت إشعالها بقوة وعمقت الانقسام بين الجهازين الطبيين للنادي والمنتخب. البداية: إصابة صغيرة تتحول إلى أزمة كبرى بدأت القصة في سبتمبر الماضي عندما شعر لامين يامال بآلام في منطقة العانة بعد مشاركته مع منتخب إسبانيا. تبيّن بعدها أن الإصابة هي فتق (Pubalgia)، ما دفع مدرب برشلونة هانسي فليك إلى الدخول في سجال حاد مع مدرب المنتخب لويس دي لا فوينتي حول مسؤولية الإرهاق الذي تعرض له اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً فقط. وبعد غيابه عن مباريات أكتوبر الدولية، كان من المفترض أن يعود لامين يامال هذا الشهر للمشاركة مع «اللاروخا»، خاصة بعد أن أكد دي لا فوينتي أنه لا توجد أي مخاوف جديدة بشأن لياقته. بيان ناري من الاتحاد الإسباني ضد برشلونة بسبب لامين يامال في بيان مفاجئ، أعلن الاتحاد الإسباني استبعاد يامال من قائمة المنتخب، متهماً برشلونة بإجراء تدخل طبي دون التنسيق مع الطاقم الطبي للمنتخب. وجاء في البيان الصادر عن الاتحاد:«نُعرب عن دهشتنا بعد علمنا أن اللاعب خضع صباح يوم الاثنين 10 نوفمبر لإجراء تدخلي باستخدام الترددات اللاسلكية لعلاج آلام العانة، دون أي إشعار مسبق للطاقم الطبي للمنتخب». وأضاف البيان أن الاتحاد لم يتلقَ تفاصيل العملية إلا في المساء، وأن التقرير الطبي المرسل من برشلونة نصّ على ضرورة راحة اللاعب لمدة 7 إلى 10 أيام. وفي ختام البيان، شدد الاتحاد على أنه يتعامل مع صحة اللاعب كأولوية مطلقة، مؤكداً قرار استبعاده من المعسكر الحالي حتى يتماثل للشفاء الكامل. برشلونة يستعين بخبير بلجيكي عالمي ردّ برشلونة لم يتأخر كثيراً، حيث كشفت صحيفتا SPORT وMundo Deportivo أن النادي الكتالوني استعان بجراح بلجيكي شهير يدعى إرنست شيلدرز، متخصص في إصابات العضلات المقربة والعانة، لمراجعة حالة يامال وإبداء رأي طبي مستقل. أبدى الخبير البلجيكي، الذي سافر خصيصاً إلى برشلونة، رضاه التام عن الخطة العلاجية التي يتبعها النادي، مثنياً على سرعة الفريق الطبي في التعامل مع المشكلة، موضحاً أن التدخل المبكر جنب اللاعب خطر تفاقم الإصابة على المدى الطويل. عودة مرتقبة بعد التوقف الدولي من المتوقع أن يعود لامين يامال إلى الملاعب مع نهاية فترة التوقف الدولي، حيث يخطط برشلونة لإشراكه في مواجهة أتلتيك بلباو المقررة في 22 نوفمبر، قبل السفر إلى لندن لملاقاة تشيلسي في دوري أبطال أوروبا بعد ثلاثة أيام فقط. ورغم التطمينات الطبية، فإن التوتر بين برشلونة والاتحاد الإسباني ما زال قابلاً للاشتعال في أي لحظة، خاصة إذا تكررت مثل هذه الخلافات في المستقبل القريب. أزمة ثقة تتجاوز الجانب الطبي القضية لم تعد مجرد جدل طبي حول إصابة لاعب شاب، بل أصبحت رمزاً لصراع بين نادي برشلونة والاتحاد الإسباني حول الصلاحيات والمسؤولية تجاه اللاعبين الدوليين. في الوقت الذي يؤكد فيه برشلونة أنه يتصرف حرصاً على سلامة أحد أهم مواهبه المستقبلية، يرى الاتحاد أن النادي يتجاوز حدوده ويتصرف بشكل أحادي، ما يقوّض روح التعاون والثقة بين الطرفين.