تشهد مدن العالم تحولًا رقميًا سريعًا، حيث تستثمر الدول بكثافة في تقنيات المدن الذكية والبنية التحتية، مثل: إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي لبناء مدن أكثر أمانًا وكفاءة واستدامة. وتسعى هذه المدن إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال توفير خدمات حكومية ذكية وتبسيط الإجراءات.
وتُعدّ المملكة العربية السعودية من الرواد في مجال المدن الذكية، حيث تبذل جهودًا حثيثة لتحقيق رؤية 2030، وتحويل مدنها إلى مدن ذكية مستدامة.
وفي إطار جهودها لتعزيز التحول الرقمي في المملكة، أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، تقريرًا جديدًا بعنوان: (نحو بناء مدن ذكية آمنة)، يؤكد أهمية الأمن السيبراني في حماية المدن الذكية، وضمان استدامتها ونجاحها، وقد سلط التقرير الضوء على الجهود الوطنية المبذولة لتحقيق هذا الهدف.
زيادة الإنفاق العالمي على تقنيات المدن الذكية:
يشهد العالم حاليًا تحولًا حضريًا واسعًا، حيث تتجه الأنظار إلى المدن كمحركات للنمو الاقتصادي. ومع ذلك، تواجه هذه المدن تحديات كبيرة مثل: الزيادة السكانية، والضغط على البنية التحتية، وتدهور البيئة.
ويعيش نحو نصف سكان العالم اليوم في المدن، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد خلال السنوات القادمة، إذ تشير توقعات تقرير الهجرة الحضرية في العالم الصادر عن الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان المناطق الحضرية في العالم سيصل إلى 68% بحلول عام 2050، ونتيجة لذلك يزداد الإنفاق العالمي على تقنيات المدن الذكية.
وقد حدد تقرير (سدايا) مفهوم المدن الذكية، مستندًا إلى تعريف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، التي تصفها بأنها عبارة عن المبادرات التي تستفيد بشكل فعال من التقنيات الرقمية لتعزيز رفاهية المواطنين وتقديم خدمات حضرية وبيئات أكثر كفاءة واستدامة.
المدن الذكية في السعودية:
تواصل المملكة العربية السعودية سعيها نحو بناء مدن ذكية مستدامة، وقد أبرز التقرير الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتحقيق هذا الهدف، وذلك عبر تسخير الجهود والمبادرات لدعم التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتسهيل حياة الأفراد، إلى جانب تمكين الجهات الحكومية من إدارة المدن الذكية عبر الاستفادة من الخدمات السحابية والبيانات الوطنية لدعم اتخاذ القرار.
ونتيجة لهذه الجهود، ظهرت 5 مدن سعودية ضمن مؤشر (IMD) للمدن الذكية في عام 2024، وهو مؤشر عالمي يقيس مدى التطور الفعلي في المدن الذكية حول العالم.
ترتيب المدن السعودية في مؤشر (IMD) للمدن الذكية في عام 2024:
- تحتل العاصمة السعودية الرياض المرتبة الثالثة عربيًا، والمرتبة 25 عالميًا.
- تليها مكة المكرمة في المرتبة الخامسة عربيًا، والمرتبة 52 عالميًا.
- بينما احتلت مدينة جدة المرتبة السادسة عربيًا، والمرتبة 55 عالميًا.
- سجلت المدينة المنورة تقدمًا في 11 مرتبة في المؤشر هذا العام، لتصبح بذلك في المرتبة السابعة عربيًا، والمرتبة 74 عالميًا بعد أن كانت في المرتبة رقم 85 العام الماضي.
- كما أُدرجت مدينة الخبر هذا العام في المؤشر، لتكون بذلك خامس مدينة سعودية ضمن المؤشر، إذ احتلت الخبر المرتبة 99 عالميًا بين إجمالي 142 مدينة من حول العالم شملها المؤشر.
دور سدايا في تمكين المدن الذكية:
أبرز التقرير أيضًا الجهود التي تبذلها (سدايا) لتمكين المدن الذكية ودعم الجهود الحكومية نحو التحول الرقمي، إذ قدمت الهيئة العديد من المبادرات مثل: المنصة الوطنية للمدن الذكية (Smart C)، والسحابة الحكومية (ديم)، وبنك البيانات الوطني، ومنصة استشراف، ومنصة سواهر، وتطبيق توكلنا، والمنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان)، ونفاذ.
وتساهم هذه المبادرات في تمكين المدن السعودية من تبني التقنيات الحديثة وحل التحديات المعقدة التي تواجهها، مثل: الزيادة السكانية والازدحام المروري. ومع ذلك، تبرز أهمية مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها المدن الذكية، خاصة في ظل الترابط المعقد لأنظمتها.
أهمية الأمن السيبراني في المدن الذكية:
توسع التقرير أيضًا في توضيح أهمية الأمن السيبراني في المدن الذكية، حيث تعتمد بشكل واسع على البنية التحتية الرقمية المترابطة، مما يجعلها عرضة للهجمات السيبرانية بنحو كبير، ويؤكد هذه الأهمية النمو السريع للمدن الذكية ومخاطر سلاسل توريد تقنية المعلومات والاتصالات، وزيادة أتمتة عمليات البنية التحتية، وحماية البيانات والخصوصية، ونقاط الضعف في البنية التحتية.
كما أوضح التقرير أثر التهديدات السيبرانية في المدن الذكية، وأبرز المخاوف من الهجمات السيبرانية، التي تكمن آثارها السلبية في انتهاك الخصوصية، وإتلاف البيانات أو التلاعب بها، وسرقة البيانات، وابتزاز الأفراد والشركات، وتعطيل أنظمة البنية التحتية.
وعرّج التقرير على أفضل الممارسات في الأمن السيبراني للمدن الذكية، ودور أطر العمل في تحقيق الأمن السيبراني في المدن الذكية من خلال تطوير سياسات وإجراءات للتعامل مع الهجمات السيبرانية وتحليل التهديدات وتنفيذ التدابير الوقائية.
كما تناول ظهور مجموعة من الممارسات الأمنية لتقليل المخاطر المحتملة وتجنب التهديدات السيبرانية وتحقيق التوازن بين الكفاءة والابتكار والأمن السيبراني وحماية الخصوصية.
ويمكنك الاطلاع على التقرير كاملًا من خلال زيارة هذا الرابط.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
