رسخت دبي مكانتها كرائدة عالمية في مجال النقل، مدفوعة بسلسلة من المشاريع الاستثنائية الطموحة، واليوم، الإمارة على أعتاب مرحلة جديدة في هذا المجال، إذ تستعد لإعلان أول محطة لمشروع التاكسي الجوي قريبًا، وسيكون التشغيل خلال الربع الأول من عام 2026، مما يضعها في طليعة المدن التي تعتمد تقنيات النقل المستقبلية.

إذ أكد خالد العوضي، مدير إدارة أنظمة المواصلات في مؤسسة المواصلات العامة بهيئة الطرق والمواصلات، أن إعلان أول محطة لمشروع التاكسي الجوي في دبي سيكون قريبًا. وتوقع أن يكون التشغيل الرسمي لأول محطة للتاكسي الجوي في الربع الأول من عام 2026 على أن يشمل المشروع تدشين أربع محطات مبدئيًا موضحًا أنه ستتوفر معلومات أكثر حول هذه المحطات خلال الأيام القادمة.

وقال العوضي في تصريحات على هامش مؤتمر ومعرض أنظمة النقل الذكية 2024: “إن المشروع يُعدّ خطوة طموحة في مجال النقل الجوي الذاتي، ويهدف إلى توفير وسيلة نقل حديثة وفعالة، إذ يُتوقع أن يخدم التاكسي الجوي المناطق المختلفة في المدينة، مع التركيز على ربط الخدمة بالفنادق والمطار”.

وقد انطلقت فعاليات مؤتمر ومعرض أنظمة النقل الذكية في مركز دبي التجاري العالمي يوم الاثنين الماضي، وتستمر حتى يوم 20 من سبتمبر الجاري. وأكد العوضي أهمية المؤتمر كمنصة عالمية مثالية لتبادل الخبرات والمعرفة، وعرض أحدث الابتكارات في مجال النقل الذكي.

وأشار إلى أن مؤتمر ومعرض أنظمة النقل الذكية 2024 يعزز التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لتطوير حلول مستدامة تعزز من كفاءة منظومة النقل في المدن.

مراحل مشروع التاكسي الجوي: 

قال تايلر تريروتولا، المدير العام لشركة جوبي للطيران في منطقة الشرق الأوسط: “من المتوقع أن تبدأ خدمة التاكسي الجوي في الربع الأول من عام 2026، مع احتمالية بدء العمليات المبكرة في نهاية العام المقبل”.

وتشمل المرحلة الأولى من الخدمة أربعة مواقع هبوط إستراتيجية في دبي، وهي: مطار دبي الدولي، ومنطقة وسط المدينة (منطقة داون تاون)، ودبي مارينا، ونخلة جميرا. وستُصمم هذه المحطات بالتعاون مع شركة (سكاي بورتس)، وستحتوي على مناطق مخصصة للإقلاع والهبوط، ومرافق للشحن الكهربائي، ومنطقة خاصة للركاب والإجراءات الأمنية.

مزايا التاكسي الجوي:

ستكون الطائرة المستخدمة في خدمة التاكسي الجوي كهربائية بالكامل، ويمكنها نقل أربعة ركاب وطيار، وتمتاز بسرعة تصل إلى 320 كيلومتر في الساعة، ومدى يصل إلى 160 كيلومتر.

كما تتميز الطائرة بالهدوء والسلامة، مقارنة بالطائرات المروحية، إذ تصدر صوتًا لا يتجاوز 45 ديسيبل، وهو أقل من صوت المطر، مما يوفر تجربة سفر مريحة وسلسة.

وأشار تايلر إلى أن خدمة التاكسي الجوي ستساهم في تخفيف الازدحام المروري في دبي، فمن المتوقع أن تقلل الوقت اللازم للانتقال من مطار دبي الدولي إلى نخلة جميرا إلى مدة تتراوح بين 10 دقائق و12 دقيقة فقط، مقارنةً بالوقت الحالي الذي يتجاوز 45 دقيقة في أوقات الذروة.

وأكد أهمية هذه المبادرة في دعم مبادرات التنقل الذكي في دبي، معربًا عن حماسه للتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات وشركة (سكاي بورتس) لتحقيق رؤية الشركة في تطوير التنقل الجوي المستدام.

آفاق المستقبل:

يُعدّ مشروع التاكسي الجوي في دبي خطوة رائدة على مستوى العالم، إذ يمثل نموذجًا يحتذى به في مجال النقل المستدام. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، وجذب المزيد من الاستثمارات والسياح.

إذ يعزز المشروع مكانة دبي كمدينة رائدة في تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في النقل، ويعكس التزامها بالابتكار المستدام. ويسهم التاكسي الجوي في تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية، مما يساعد في خفض الانبعاثات الكربونية ويعزز من الجهود البيئية في المدينة.

كما يوفر بديلًا مريحًا وسريعًا للتنقل بين النقاط الرئيسية في المدينة، مما يحسن من تجربة النقل ويقلل من الوقت ويخفيف الازدحام المروري.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط