تكنولوجيا / انا اصدق العلم

استنساخ الصوت لم يعد خيالًا علميًا!

جلب التطور السريع للذكاء الاصطناعي فوائد ومخاطر في الوقت ذاته. من الاتجاهات المثيرة للقلق سوء استخدام استنساخ الصوت. يستطيع المحتالون استنساخ صوت وخداع شخص ما ليعتقد أنه أحد أصدقائه أو أقاربه وأنه يحتاج إلى المال فورًا.

حذرت وسائل الإعلام الإخبارية من هذه الأنواع من عمليات الاحتيال، إذ إن لديها القدرة على التأثير في ملايين الأشخاص. جعلت التكنولوجيا من السهل على المجرمين انتحال شخصياتنا، لذلك تزداد أهمية الحذر عند استخدامها.

ما الاستنساخ الصوتي؟

مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي، ظهرت إمكانية توليد الصور والنصوص والصوت والتعلم الآلي.

مع أن الذكاء الاصطناعي يقدم العديد من الفوائد، فإنه يقدم وسائل جديدة للمحتالين ليتمكنوا من استغلال الأفراد والحصول على المال.

ربما سمعت بتقنية (الخداع العميق) التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي لابتكار صور وفيديوهات، وحتى أصوات مزيفة، غالبًا ما تضم المشاهير والسياسيين.

استنساخ الصوت هو نوع من تقنية التزييف العميق، يُنشئ نسخة رقمية من صوت الشخص مستعينًا بنماذج من كلامه ولهجته، من عينات صوتية قصيرة. عند إدخال نمط الكلام يحول مولد صوت الذكاء الاصطناعي النص المدخل إلى كلام حقيقي يشبه صوت الشخص المقصود.

يمكن استنساخ الصوت بعينة صوتية مدتها ثلاث ثوان فقط، بفضل التقدم التكنولوجي.

عبارة بسيطة مثل «مرحبًا، هل من أحد هنا؟» قد تؤدي إلى احتيال الاستنساخ الصوتي. أما المحادثات الطويلة فتمكن المحتالين من إضافة المزيد من التفاصيل الصوتية. لذلك يُنصح بألا تسهب في الحديث حتى تتيقن من هوية المتصل.

لاستنساخ الصوت قيمة في مجال العروض الفنية، والرعاية الصحية. إذ يسمح باستخدام أصوات الفنانين حتى بعد وفاتهم، ومساعدة الأشخاص الذين يعانون صعوبات في النطق. عمومًا، تؤكد المخاطر الحاجة إلى مزيد من الخصوصية والأمان.

كيف يستغله المجرمون؟

يستغل مجرمو الإنترنت تقنية استنساخ الصوت لانتحال شخصيات المشاهير، والناس العاديين بغرض الاحتيال. إذ يشكلون حالة من الإلحاح لكسب ثقة الضحية وطلب المال عبر بطاقات الهدايا أو التحويلات البنكية أو العملات.

تبدأ عمليات جمع العينات الصوتية من مصادر مثل وتيك توك، ثم تحلل التقنية الصوت لتوليد تسجيلات جديدة.

بعد استنساخ الصوت، يمكن استخدامه في الاتصالات المخادعة. غالبًا ما يكون الاتصال مرفقًا بهوية تعريف المتصل لإضفاء الثقة.

تصدرت العديد من حالات احتيال استنساخ الصوت عناوين الأخبار. مثلًا، استنسخ المجرمون صوت مدير شركة في العربية ونظموا سرقة بقيمة 51 مليون دولار.

ووقع رجل أعمال في مومباي ضحية عملية احتيال استنساخ، من خلال مكالمة زائفة من السفارة الهندية في دبي.

في أستراليا، استخدم المحتالون صوتًا مطابقًا لحاكم ولاية كوينزلاند، لمحاولة خداع الناس للاستثمار في البيتكوين. وفي عملية اختطاف في الولايات المتحدة، استُنسخ صوت فتاة مراهقة وتم التلاعب بوالديها للامتثال لمطالب الخاطفين.

ما مدى انتشاره؟

أظهرت الأبحاث أن 28% من البالغين في المملكة المتحدة تعرضوا لاحتيال الاستنساخ الصوتي العام الماضي، وأن 46% من الناس غير مدركين لوجود هذا النوع من الاحتيال. عام 2022، أبلغ 240 ألف شخص في أستراليا عن وقوعهم ضحية لاحتيال الاستنساخ الصوتي، ما أدى إلى خسارة 568 مليون دولار.

كيف يمكن للمنظمات والناس حماية أنفسهم؟

تتطلب المخاطر التي تنتج من استنساخ الصوت استجابة متعددة المقاصد. بوسع المنظمات والأفراد الاضطلاع بأمور عدة لتلافي سوء استخدام تقنية استنساخ الصوت.

تساعد حملات التوعية العامة والتثقيف في حماية الناس والمنظمات وتقلل من حالات الاحتيال. يؤمن التعاون بين القطاعين الخاص والعام معلومات واضحة وخيارات ثابتة من أجل تقنين الاستنساخ الصوتي.

يجب أن تعتمد المنظمات والأشخاص معايير الأمان للكشف عن أصالة الصوت، وهي تقنية جديدة يمكنها التحقق من الصوت وتمييز الحقيقي من المزيف.

ينبغي للمنظمات التي تستخدم نظام التعرف على الصوت أن تتبنى التصديق متعدد الأطراف. إن تعزيز القدرة على التحقق من استنساخ الصوت لهو مقياس حاسم لإنفاذ القانون. التعليمات الدقيقة والمحدَّثة ضرورة للبلدان من أجل إدارة المخاطر.

تعترف السلطات الأسترالية بالفوائد الممكنة للذكاء الاصطناعي، مع ذلك فإن المخاوف بشأن «الجانب المظلم» لهذه التكنولوجيا حفزت دعوات لإجراء بحوث عن استغلال الذكاء الاصطناعي لاستهداف الضحايا.

أيضًا قد تستخدم سلطات إنفاذ القانون إستراتيجيات التدخل المحتمل لمكافحة هذه المشكلة.

ترتبط هذه الجهود بالخطة الوطنية الشاملة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، التي تستند إلى الإستراتيجيات الاستباقية والتفاعلية. يهدف التشريع لفرض التزامات جديدة لمنع عمليات الاحتيال وكشفها.

ينطبق ذلك على المنظمات الخاضعة للتنظيم مثل شركات الاتصال والبنوك ومقدمي المنصات الإلكترونية. الهدف هو حماية الجمهور بمنع عمليات الاحتيال الإلكتروني واكتشافها وتعطيلها.

اقرأ أيضًا:

أكبر طائرة في العالم أنتونوف إيه أن-225 تلقى نهاية مأساوية

تسلا تعمل على إنتاج الجيل الرابع من بطاريات السيارات والشاحنات الكهربائية

ترجمة: ديانا عيسى

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا