كشفت نتائج دراسة جديدة أجرتها شركة كاسبرسكي في دولة الإمارات العربية المتحدة عن توجه مقلق يتمثل في لجوء غالبية الأطفال والمراهقين إلى إخفاء أنشطتهم عبر الإنترنت عن أعين الأهل والبالغين، فقد تبين أن نسبة تبلغ 53% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 17 عامًا يمارسون سلوكيات تهدف إلى إبقاء أنشطتهم الرقمية سرية عن أسرهم. وتوضح الدراسة بالتفصيل الطرق التي يتبعها هؤلاء الصغار لتحقيق هذا الإخفاء، إذ يلجأ نحو 29% من الأطفال إلى وضع كلمات مرور لحماية جميع أجهزتهم الإلكترونية حتى لا يتمكن الأهل من الوصول إليها. في حين يحرص 19% من الأطفال على محو سجل تصفح الإنترنت بعد كل استخدام، وذلك بهدف إخفاء المواقع والصفحات التي قاموا بزيارتها، كما يفضل 18% من الأطفال استغلال غياب الأهل للتصفح بحرية بعيدًا عن أي رقابة محتملة. وتعمقت نتائج الدراسة في الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، فقد أظهرت أن نسبة كبيرة تصل إلى 55% من الأطفال الذين يخفون أنشطتهم الإلكترونية يفعلون ذلك تحديدًا لتجنب إطلاع أهلهم على المدة الزمنية التي يقضونها عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يخفي 35% منهم بنحو خاص المواقع الإلكترونية التي يزورونها بانتظام. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن نسبة تبلغ 40% من هؤلاء الأطفال يتسترون على زياراتهم لمواقع إلكترونية ذات محتوى عنيف أو مخصص للبالغين، كما أن نسبة لا تقل عن 33% منهم تخفي مشاهدتهم للمحتوى المخصص للبالغين. ما يفضل الأطفال إخفاؤه عن أهلهم. وفي تعليقه على هذه النتائج، أكد سيف الله الجديدي، رئيس قسم قنوات المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في كاسبرسكي، أهمية بناء جسور من التواصل والثقة مع الأطفال بشأن حياتهم الرقمية. وأوضح قائلًا: “من الطبيعي ألا يتمكن الأهل من تتبع كل ما يفعله أطفالهم عبر الإنترنت، ولكن هذا ليس هو الهدف الأساسي. الأهم هو بناء علاقة قوية ومستمرة معهم تقوم على الحوار المفتوح حول تجاربهم المختلفة، بما يشمل تلك التي تحدث في العالم الرقمي. ومن الضروري تشجيع الأطفال على مشاركة مخاوفهم وتطوير آليات تواصل فعالة لذلك. ولا يُعدّ تفعيل الرقابة الأبوية علامة على عدم الثقة بطفلك، بل هو إجراء وقائي ضروري لحماية أجهزتكم وبياناتكم، ويتيح لكم أيضًا مراقبة المواقع والألعاب التي يستخدمها أطفالكم، ومنع تحميل الملفات الضارة، وحجب المحتوى غير المناسب، والحفاظ على معلوماتهم الشخصية من التسريب”. نصائح خبراء كاسبرسكي: يقدم خبراء كاسبرسكي مجموعة من النصائح العملية لمساعدة الأهل في توفير بيئة رقمية آمنة لأطفالهم، وتشمل: البقاء على اطلاع دائم: يجب على الأهل متابعة أحدث التهديدات الإلكترونية ومراقبة الأنشطة الرقمية لأطفالهم باستمرار. الحوار الصريح ووضع القواعد: من الضروري إجراء حوارات مفتوحة وصريحة مع الأطفال حول مخاطر الإنترنت ووضع قواعد واضحة ومحددة لضمان سلامتهم عبر الإنترنت. تأمين الأجهزة ببرامج حماية موثوقة: لحماية الأطفال من تحميل الملفات الضارة والبرامج الخبيثة، يُنصح بتثبيت برنامج حماية موثوق على أجهزتهم. استخدام أدوات الرقابة الأبوية: يمكن للأهل الاستفادة من الأدوات المتاحة مثل تطبيق تطبيق كاسبرسكي الرقمي للرقابة الأبوية (Kaspersky Safe Kids)، لتوفير حماية فعالة لأطفالهم من التهديدات السيبرانية المختلفة في العالم الرقمي. نسخ الرابط تم نسخ الرابط تابعنا