أفادت التقارير أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الفصول الدراسية اليومية في كوريا الجنوبية، حيث تتخذ البلاد خطوات جريئة نحو تغيير التعليم التقليدي، ووفقًا لصحيفة نيكي آسيا، فإن ما يقرب من 30% من المدارس في جميع أنحاء كوريا الجنوبية، من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، قد اعتمدت بالفعل كتبًا مدرسية رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي منذ مارس، وهو ما يمثل تغييرًا كبيرًا في كيفية تعلم الطلاب.
وعُرضت هذه المبادرة هذا الأسبوع خلال قمة وزراء التعليم في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، التي استضافتها كوريا الجنوبية لأول مرة منذ تسع سنوات، واستخدمت الدولة هذه المنصة لتسليط الضوء على تحولها الرقمي في الفصول الدراسية، وخاصةً طرح كتب اللغة الإنجليزية والرياضيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لبعض الصفوف الدراسية في جميع أنحاء البلاد.
وُضعت لمحة عن هذا التحول في مدرسة أنديوك الابتدائية في جيجو، التي اختارتها الحكومة العام الماضي نموذجًا للتعلم الرقمي. خلال حصة رياضيات للصف الرابع، استخدم الطلاب الأجهزة اللوحية لحل المسائل، بينما ظهرت إجاباتهم المكتوبة بخط اليد مباشرةً على لوحة رقمية. قدّم هذا الفصل، الذي حضره مسؤولون دوليون، صورة واضحة لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل الدروس أكثر تفاعلية واستجابة.
ومع ذلك، لم يخلُ التبني السريع للذكاء الاصطناعي في كوريا الجنوبية من عقبات، وتُعدّ الاختلافات في الوصول الرقمي بين المناطق والحاجة إلى رفع مهارات المعلمين من بين التحديات المُلِحّة التي تحتاج البلاد إلى مُعالجتها، وبينما تُركّز كوريا الجنوبية على تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم المُبكر، يتصاعد نقاش مُوازٍ في التعليم العالي عالميًا.
وأثار ريد هوفمان، المؤسس المشارك لـ LinkedIn، نقطةً بدأ العديد من المعلمين يواجهونها الآن، وهي أن الذكاء الاصطناعي لن يختفي، وعلى الجامعات التكيف، وفي حديثه في بودكاسته "Possible"، قال هوفمان إن الهيكل التقليدي لاختبارات الجامعات، وخاصةً المقالات، لم يعد موثوقًا به مع لجوء الطلاب بشكل متزايد إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المُولِّدة لإكمال واجباتهم. وبدلاً من مقاومة الذكاء الاصطناعي، يعتقد هوفمان أنه ينبغي على الجامعات إعادة النظر في كيفية تقييم التعلم والنظر في دمجه في عملية التقييم نفسها.
واقترح هوفمان أن تشمل الاختبارات المستقبلية الذكاء الاصطناعي كممتحن مشارك، أو حتى التحول أكثر نحو الاختبارات الشفوية، التي تتطلب فهمًا أعمق. وأشار إلى أن المقالات المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي غالبًا ما تكون عامة، ويمكن للمعلمين استخدامها كأمثلة على ما لا ينبغي فعله، مما يدفع الطلاب إلى السعي لتحقيق أهداف أعلى.
كما سلط الضوء على أن تجنب الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي لا يؤدي إلا إلى تأخير ما لا مفر منه. قال هوفمان إنه لا يمكن تجاهل الأداة الجديدة، مضيفًا أن تزويد الطلاب بالقدرة على العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي سيكون مفتاحًا لمستقبلهم المهني. وحذّر من أن العديد من الجامعات لا تزال متمسكة بأساليب تدريس عتيقة، وتواجه خطر التخلف ما لم تتبنَّ التغيير بفعالية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.