في ظل الثورة الرقمية وتزايد الاعتماد على الخدمات الإلكترونية، بات من الممكن أداء شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى المبارك من خلال الهاتف الذكي فقط، دون الحاجة للتنقل أو الحضور الشخصي إلى المسالخ أو الجمعيات. وتوفر العديد من التطبيقات والمنصات الرقمية اليوم خدمات ذبح الأضاحي وتوزيعها على المستحقين، ضمن خيارات متنوعة تلبي الجوانب الشرعية والاحتياجات الاجتماعية في آن واحد. خدمة متكاملة من التوثيق حتى التوزيع تتيح التطبيقات للمستخدم اختيار نوع الأضحية (خروف، بقرة، جمل)، وتحديد الدولة أو المنطقة التي يرغب في توزيعها بها، مع إمكانية الدفع الإلكتروني الآمن. بعد إتمام العملية، يتلقى المستخدم إشعارًا بتنفيذ الذبح، مع تقرير مصور في بعض المنصات، ما يعزز الشفافية ويزيد من ثقة المتبرعين. خيارات ميسرة وسرعة في التنفيذ تقدم هذه المنصات حزمًا مختلفة من الأسعار والخدمات، تبدأ من الأضاحي الفردية وصولًا إلى الأضاحي الجماعية، ما يسهّل المشاركة حتى على من يملكون ميزانية محدودة. كما تمكّن المستخدم من تنفيذ الأضحية في الوقت الشرعي المخصص لها، دون تأخير أو تزاحم، خاصة في المناطق ذات الطلب المرتفع. التقنية في خدمة النية والإنسانية بعيدًا عن الجانب التقني، تؤكد هذه التطبيقات على البعد الإنساني للعملية، حيث تُوجَّه لحوم الأضاحي إلى الأسر الأكثر حاجة، في الداخل أو الخارج، ما يجعل من الأضحية أداة فاعلة للتكافل الاجتماعي وتقوم العديد من المنصات بعقد شراكات مع جمعيات موثوقة لضمان التوزيع العادل والفعّال. أمان رقمي وتوثيق شرعي تعتمد هذه الخدمات على أنظمة دفع مشفّرة ومحافظ إلكترونية متكاملة، إلى جانب توثيق شرعي يضمن أن الذبح يتم وفقًا للأحكام الإسلامية، من حيث العمر، والسلامة، ووقت الذبح. كما توفر بعض التطبيقات دعمًا مباشرًا للإجابة عن استفسارات المستخدمين المتعلقة بالأحكام والاختيارات المتاحة. تعكس هذه الحلول الرقمية انسجام التكنولوجيا مع مقاصد العيد، إذ تسهّل على المسلمين في مختلف دول العالم أداء شعيرة عظيمة دون مشقة أو تعقيد وهي فرصة لتوسيع مفهوم الأضحية من طقس فردي إلى مشروع جماعي منظم، تقوده التقنية وتدعمه النية الخالصة.