لازال حلم إنتاج هواتف الآيفون بالولايات المتحدة الأمريكية يتردد بكثرة، ولكن الحصول على ملصق "صنع فى الولايات المتحدة الأمريكية" على أجهزة آيفون المستقبلية قد لا يكون بهذه السهولة. أين تُصنع أجهزة آيفون؟ ويشير التقرير إلى أن حوالي 80% من تجميع هواتف آيفون يتم في الصين، بينما تتوزع نسبة الـ 20% المتبقية بين الهند وفيتنام، حيث تُصنع مكونات هواتف آيفون عالميًا، بما في ذلك في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، ثم تُشحن إلى مواقع التجميع النهائية الثلاثة، في عملية متزامنة. وهذا ليس بجديد - حتى هاتف آيفون الأصلي عام 2007 صُنع في مصانع فوكسكون بمدينة تشنجتشو الصينية. فمن أين جاءت فكرة "صنع في الولايات المتحدة" إذن؟ تنبع فكرة "صنع في الولايات المتحدة" في آيفون من الحملة السياسية التي خاضها دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية في عام 2016 وفي عام 2024. من الغريب أن رونالد ريجان وبيل كلينتون استخدما شعارات مماثلة في تجمعاتهما الانتخابية الرئاسية عامي 1980و1992 على التوالي. وقد كان جزء من رؤية ترامب، ولا يزال، إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة في محاولة لتحفيز الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الاقتصادات الأجنبية، والصين مثالٌ واضحٌ على ذلك. ورغم أن بعض المحللين السياسيين اعتبروا هذه الفكرة ساذجة، إلا أن ترامب دعمها خلال العامين الماضيين ببعض الإجراءات الواقعية. وقد أشعلت الرسوم الجمركية المقترحة والمُصوَّت عليها على البضائع المستوردة من جميع أنحاء العالم تقريبًا إلى الولايات المتحدة حربًا تجارية شاملة، بعدما بلغت الرسوم الجمركية الأمريكية الأساسية على البضائع الصينية ذروتها عند 145%، بينما وصلت الرسوم الجمركية المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة إلى 125%. وعندما أُعلن عن الرسوم الجمركية لأول مرة، بدأ الناس يشعرون بالذعر من احتمال ارتفاع أسعار السلع، بما في ذلك أجهزة آيفون، بل وسارع الكثيرون إلى المتاجر لشراء أحدث طراز متوفر من آيفون، ورغم أن آبل أكدت أن سلسلة هواتف آيفون 17 لن تتأثر، إلا أن الوضع لا يزال مضطربًا. وفي السادس من أغسطس، أعلنت شركة آبل عن تعهدها بتخصيص 600 مليار دولار على مدى أربع سنوات ضمن برنامجها للتصنيع الأمريكي (AMP) تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز حضور الشركة في الولايات المتحدة، لا سيما في مجالات مثل صناعة الرقائق، وزجاج العرض، ومغناطيسات المعادن النادرة، ومكونات الذكاء الاصطناعي. ويبدو مبلغ 600 مليار دولار كبيرًا، ومن المفهوم أن يظن الناس أن مثل هذا التعهد قد يؤدي، على سبيل المثال، إلى تصنيع هاتف iPhone 18 جزئيًا أو كليًا في الولايات المتحدة، ولكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة. وفقًا لمحللي الصناعة، قد يصل سعر جهاز آيفون كامل الصنع في الولايات المتحدة إلى 3500 دولار أمريكي للوحدة. لماذا هذا السعر الباهظ؟ هناك عدة عوامل مؤثرة أولها، وهو أحد أهم العوامل المساهمة في هذه المعادلة، هو تكلفة العمالة،حتى أكثر التقديرات تحفظًا تُشير إلى أن تكلفة تجميع جهاز آيفون في الولايات المتحدة تبلغ 200 دولار أمريكي للوحدة، مقارنةً بـ 40 دولارًا أمريكيًا في الصين. ثانيًا، هناك نقص في القوى العاملة المؤهلة في الولايات المتحدة، و في عام 2017، صرّح تيم كوك بنفسه: بينما تحتفظ الصين بتجمعات كاملة "بحجم ملعب كرة قدم" لمثل هذه المواهب، فإن الطاقة الإنتاجية الأمريكية من المهندسين وخبراء التجميع بالكاد تكفي لملء غرفة. سيحتاج الناس إلى التدريب، وهذا يتطلب وقتًا وموارد كبيرة. ثم تأتي سلسلة التوريد ، إذ تُشحن المكونات من جميع أنحاء العالم - الشاشات من كوريا الجنوبية، والرقائق من تايوان، ووحدات الكاميرا من اليابان.، وسيتطلب نقل إنتاج أجهزة iPhone إلى الولايات المتحدة إعادة تنظيم سلسلة التوريد بأكملها، وهذا على الأرجح سيؤدي إلى انخفاض الكفاءة وسيؤثر بشكل أكبر على سعر التجزئة.