كتبت هبة السيدالأربعاء، 24 سبتمبر 2025 10:00 م أعلن سام ألتمان عن خطة طموحة لإنشاء مصنع ذكاء اصطناعي قادر على إنتاج جيجاواط واحد من البنية التحتية للذكاء الاصطناعي كل أسبوع، الهدف من المشروع هو توسيع قدرات الذكاء الاصطناعي بمعدل غير مسبوق، مع التركيز على رفع كفاءة المراكز وتشغيل الأنظمة الضخمة بشكل أسرع وأكثر فعالية. للتوضيح، هذه الطاقة تكفي لتشغيل حوالي 876.000 منزل لمدة عام كامل كل سبعة أيام، يعترف ألتمان بأن تنفيذ هذا المشروع سيكون صعبًا للغاية ويتطلب سنوات من العمل، لكنه يصفه بأنه قد يصبح "أروع وأهم مشروع بنية تحتية على الإطلاق". جاء هذا الإعلان بعد استثمار ضخم بقيمة 100 مليار دولار من شركة Nvidia في مشروعات ألتمان، مما يمنح OpenAI إمكانية الوصول إلى حوالي 10 جيجاواط من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، هذا الاستثمار وحده أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول، ويشكل جزءًا من خطة أشمل. أحد المكونات الأساسية للرؤية هو مشروع Stargate، مبادرة مشتركة بقيمة 500 مليار دولار مع Oracle و SoftBank لبناء مراكز ضخمة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. أول هذه المراكز العملاقة قيد الإنشاء حاليًا في أبلين، تكساس، وأكدت OpenAI اختيار خمس مواقع إضافية توفر مجتمعة نحو 7 جيجاواط من الطاقة. يقول ألتمان إن جزءًا كبيرًا من البنية التحتية سيكون داخل الولايات المتحدة، ويعد بالكشف عن مزيد من التفاصيل خلال الأشهر المقبلة حول الشراكات والخطوات العملية لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس. تبدو الخطة مزيجًا بين مشروع طموح على مستوى القمر ومشروع بناء ضخم، مع مليارات الدولارات من الاستثمارات ووعد بتحقيق مقاييس لم يُسبق لها مثيل في قطاع التكنولوجيا. وتشغيل حتى 10 جيجاواط من مرافق Nvidia يحتاج كميات هائلة من الكهرباء، والخبراء يشيرون إلى أن الشبكة الكهربائية قد لا تكون مستعدة لذلك. ويقول براد جاستويرث، رئيس الأبحاث في Circular Technology، إن إمدادات الطاقة تمثل "العنق الزجاجي الصامت" الذي قد يعرقل طموحات وادي السيليكون في مجال الذكاء الاصطناعي، ويضيف أن المشكلة ستزداد حجمًا مع مرور السنوات. الرياضيات صادمة، إذ أن إنتاج جيجاواط واحد كل أسبوع يعادل بناء البصمة الطاقية لمدينة كبيرة في أيام قليلة، ثم إعادة العملية في الأسبوع التالي، وما يليه. الأمر لا يتعلق فقط بالرقائق وأنظمة التبريد ورفوف الخوادم، بل بكيفية تأمين طاقة نظيفة وموثوقة لتشغيل كل النظام دون تعطيل الشبكة أو زيادة أزمة المناخ. رغم كل التحديات، يظل ألتمان متفائلًا. ويشير إلى أن الأساس لمستقبل مدفوع بالذكاء الاصطناعي يوضع بالفعل مع اعتماد المزيد من الناس على الأنظمة التوليدية في حياتهم اليومية، ويرى أن التحدى هو فرصة لإعادة التفكير في شكل البنية التحتية على مستوى كوكبي في القرن الحادي والعشرين. إذا نجح المشروع، لن يقتصر دور OpenAI على تدريب نماذج أكبر، بل سيعيد تشكيل العلاقة بين التكنولوجيا والطاقة، ما إذا كان العالم مستعدًا لاستيعاب جيجاواط واحد أسبوعيًا يبقى سؤالًا مفتوحًا.