في عصر تتسارع فيه وتيرة الابتكار التقني، يتجه قطاع صناعة المحتوى إلى نقطة تحول كبرى تقودها أدوات الذكاء الاصطناعي، وضمن هذا التحول، أعلنت (قمة المليار متابع)، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، إطلاق أكبر جائزة عالمية مخصصة للأفلام المولّدة بالذكاء الاصطناعي، بقيمة تبلغ مليون دولار أمريكي، وذلك بالتعاون مع (Google Gemini).
لا تمثل هذه الجائزة مجرد منافسة، بل هي إشارة واضحة إلى دخول الإبداع السينمائي مرحلة جديدة، تُدمج فيها التكنولوجيا المتقدمة مع الرؤية الإنسانية لصنع محتوى هادف ومؤثر.
تفاصيل الجائزة:
تهدف هذه الجائزة إلى تشجيع إنتاج الأفلام القصيرة التي تحمل محتوى هادفًا ورسائل إنسانية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة نماذج (Google Gemini)، بما يشمل: نموذج Veo لتوليد مقاطع الفيديو، ونموذج (Imagen) لتوليد الصور. كما تسعى الجائزة إلى تعزيز القدرات الإبداعية والرؤية الجمالية في إدماج هذه الأدوات في عملية الإنتاج السينمائي.
شروط ومعايير المشاركة:
بدأ استقبال المشاركات في الجائزة من اليوم، ويستمر حتى يوم 20 من نوفمبر المقبل، وتنص الشروط والمعايير الخاصة بالمشاركة في جائزة الأفلام المولدة بالذكاء الاصطناعي، على ما يلي:
1- أدوات الإنتاج:
يجب أن يكون 70% على الأقل من محتوى الفيلم مُنتجًا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من (Google Gemini) مثل: نماذج Veo، و Imagen، و Flow، إضافة إلى أدوات أخرى معتمدة على تقنيات (Gemini) من جوجل.
ويجب أن تتراوح مدة الفيلم بين 7 و 10 دقائق، ويمكن الاستعانة ببرامج وأدوات تحرير الفيديو المختلفة، لكن بشرط أن يقتصر دورها على المونتاج والتحرير فقط، وألا تستخدم هذه البرامج لتوليد محتوى الفيديو نفسه.
2- المواضيع الرئيسية:
يجب أن يكون الفيلم إبداعيًا وواقعيًا، ويتناول أحد الموضوعين التاليين:
- إعادة صياغة المستقبل: من خلال قصص تستكشف ملامح المستقبل برؤية إيجابية وملهمة.
- الحياة السرية لكل شيء: من خلال سرد قصص غير مرئية أو لم تروَ بعد عن تفاصيل الحياة اليومية.
3- الجمهور المستهدف:
المشاركة مفتوحة للجميع، بشرط أن يكون المتقدم فاعلًا في مجال إنتاج المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتُقبل الأفلام بجميع اللغات، بشرط أن تتضمن جميع المشاركات ترجمة كاملة إلى اللغة الإنجليزية.
ويمكن للراغبين في المشاركة التقديم عبر الموقع الرسمي للقمة عبر هذا الرابط.
مراحل التحكيم والتصويت:
يعتمد التحكيم على معايير تشمل السرد القصصي، والإبداع، والتنفيذ، وإدماج الذكاء الاصطناعي، والتوافق مع الموضوع، مع التركيز على إيصال رسالة إنسانية هادفة. وتشمل المعايير الشفافية في الكشف عن الأدوات والنماذج المستخدمة، وتجنب المخرجات المتحيزة أو المسيئة أو المضللة.
وستبدأ مراحل المنافسة، بمراجعة الأفلام المتأهلة خلال المدة الممتدة من 21 نوفمبر 2025 إلى 4 من ديسمبر 2025، يليها التصويت العام على أفضل عشرة أفلام خلال المدة الممتدة من 10 إلى 15 من ديسمبر 2025، لاختيار خمسة أفلام نهائية.
وفي يوم 3 من يناير 2026، ستُعلن الأفلام الخمسة المتأهلة للجائزة الكبرى، على أن تُعرض ضمن فعاليات قمة المليار متابع يوم 10 من يناير 2026، ليُكشف في اليوم التالي 11 يناير عن الفائز بالجائزة الكبرى البالغة مليون دولار أمريكي.
قمة المليار متابع.. منصة عالمية للابتكار:
تُقام الجائزة على هامش (قمة المليار متابع 2026)، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتُعدّ القمة تجمعًا غير مسبوق، إذ يُتوقع حضور أكثر من 30,000 زائر وأكثر من 15,000 صانع محتوى من 140 دولة، بمشاركة أكثر من 400 متحدث يتجاوز عدد متابعيهم الإجمالي 3 مليارات متابع.
وتتفرد القمة بكونها منصة شاملة تضم كافة منصات التواصل الاجتماعي المعروفة، وتقدم أجندة حافلة تتضمن مجموعة واسعة من ورش العمل، والفعاليات، والمبادرات النوعية، منها:
- جناح مخصص لشركات صناعة المحتوى: يهدف هذا الجناح إلى دعم أهم 100 شركة صغيرة ومتوسطة في هذا القطاع الحيوي.
- برنامج (مسرعات المؤثرين): يُطلق هذا البرنامج ضمن النسخة الثانية من برنامج (الاستثمار مع صانعي المحتوى)، ويهدف إلى استثمار ما يزيد على 50 مليون درهم إماراتي لدعم صناع المحتوى وتحويلهم إلى رواد أعمال ناجحين.
كيف تُغير الإمارات قواعد الإبداع السينمائي؟
تتجلى أهمية هذه الجائزة في ثلاثة محاور رئيسية تعكس التزام الإمارات بقيادة مسيرة الابتكار في قطاع المحتوى الرقمي والفني، وهي:
1- إضفاء الطابع الديمقراطي على الإنتاج السينمائي:
لقد كان الإنتاج السينمائي سابقًا حكرًا على الشركات الكبرى والميزانيات الضخمة، لكن هذه الجائزة تكسر هذه القواعد، إذ تجعل أدوات إنتاج الأفلام المتقدمة في متناول صانع المحتوى، الذي يمتلك فكرة وخيالًا خصبًا، بدلًا من حصرها في استوديوهات الإنتاج الضخمة.
كما لا يهم الموقع الجغرافي أو الميزانية؛ فالشرط الأساسي هو استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة لا تقل عن 70% من محتوى الفيلم، مما يتيح للإبداع العابر للحدود أن يزدهر بتكلفة أقل بكثير.
2- وضع معايير جديدة للإبداع الموجه بالتكنولوجيا:
تحدد الجائزة معايير مبتكرة لإدماج التقنية في الفن، إذ يُشترط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من (Google Gemini) مثل: نماذج Veo، و Imagen، و Flow، مما يرسخ مبدأ الشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي ويشجع على استكشاف أحدث التقنيات التوليدية.
ولا يكفي التميز التقني؛ فمعايير التحكيم تركز بنحو كبير على جودة السرد القصصي، والإبداع الفني، وضرورة إيصال رسالة إنسانية هادفة، مما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي هو أداة لخدمة الفن وليس بديلًا عنه.
كما تشجع الجائزة المتقدمين على تناول مواضيع مستقبلية مثل: إعادة صياغة المستقبل، والحياة السرية لكل شيء، وهي قصص تتطلب استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي للكشف عن عوالم غير مرئية أو محكية بالوسائل التقليدية.
3- ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار:
تؤكد هذه المبادرة دور الإمارات كبيئة حاضنة للابتكار والتكنولوجيا والإبداع، إذ تُوصف هذه الجائزة بأنها الأولى من نوعها على مستوى العالم، لذلك تضع دبي والإمارات في طليعة النقاش العالمي حول مستقبل صناعة المحتوى وإدماج أحدث التقنيات في الفن.
كما تجذب قيمة الجائزة البالغة مليون دولار أنظار المبدعين وصناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، مما يعزز مكانة قمة المليار متابع والمنطقة كمركز لجذب المواهب الرقمية ورعايتها.
باختصار، هذه الجائزة ليست مجرد دعم مالي، بل هي استثمار إستراتيجي في إعادة تعريف كيفية صناعة الأفلام وتوزيعها واستهلاكها، وتعلن للعالم أن مستقبل السينما يبدأ اليوم من الإمارات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.