نشر مارك زوكربيرج، مؤسس ورئيس شركة ميتا، على حسابه الشخصي مقطع فيديو قصير يظهر فتاة ترتدي الملابس الفرعونية التقليدية، وكأنه مشهد حي من قلب الحضارة المصرية القديمة، المقطع لم يكن تصويرًا حقيقيًا، بل نتيجة خدمة جديدة أطلقتها ميتا تحمل اسم Vibes، وهي منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج فيديوهات قصيرة بالكامل. حيث سعى زوكربيرج المعروف بعشقه للحضارة الفرعونية للاستغلال المباشر لسحر الحضارة المصرية في تسويق منتج رقمي جديد من انتاج الشركة قادر على تحويل وانتاج الفيديوهات في ثوانى قليلا خاصة مع طرح جوجل مؤخرا لنموذج "نانو بانانا" الأمر الذى دفع ميتا لمحاولة اللحاق بالركب من خلال نموذجها الجديد. التكنولوجيا الجديدة وخدمة Vibes خدمة Vibes تمثل أحدث محاولة من ميتا لمنافسة منصات الفيديو القصير مثل TikTok وReels، لكن الفارق الجوهري أنها لا تعتمد على تصوير المستخدمين لمقاطع واقعية، بل على توليدها عبر نماذج ذكاء اصطناعي متطورة، فيمكن لأي شخص إدخال فكرة أو وصف نصي (Prompt)، ليقوم النظام بتحويله إلى فيديو قصير يبدو مقنعًا بصريًا. وفي المرحلة الأولى، استعانت ميتا بنماذج خارجية مثل Midjourney وBlack Forest Labs، بدلًا من الاعتماد فقط على نماذجها الداخلية مثل LLaMA، وكان الهدف هو خلق تدفق مستمر من محتوى جديد ومبتكر دون الحاجة لجهد بشري في الإنتاج، وهو ما يعكس التوجه العالمي نحو أتمتة الإبداع وتحويله إلى خوارزمية. الخدمة متاحة حاليًا في أكثر من أربعين دولة، من بينها الولايات المتحدة، إلا أنها لم تُطرح رسميًا في مصر حتى الآن. غير أنّ ذلك لم يمنع الفيديو الذي نشره مارك زوكربيرج عن الحضارة المصرية من إثارة إعجاب المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي. الحضارة المصرية في عين الذكاء الاصطناعي الفيديو الذي أثار ضجة واسعة يُظهر امرأة مصرية قديمة في هيئة أميرة فرعونية، وهي تلتقط صورة "سيلفي" من شرفة مطلة على الأهرامات ونهر النيل، المشهد يجمع بين رموز التراث الفرعوني وعناصر التكنولوجيا الحديثة بطريقة لافتة، وكأن الحضارة المصرية تُعرض بعدسة القرن الحادي والعشرين، هذا العمل، الذي جرى توليده باستخدام نماذج للذكاء الاصطناعي مثل Midjourney، يُبرز قدرات خدمة Vibes على إحياء التراث الثقافي بأسلوب معاصر ومبهر. وقد لقي الفيديو صدى واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث أعرب كثير من المستخدمين عن إعجابهم بالطريقة التي قُدم بها التراث المصري، وفي المقابل، رأى آخرون أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إعادة تقديم التاريخ قد يحمل مخاطر، من أبرزها تشويه بعض التفاصيل التاريخية الدقيقة، أو الانسياق المفرط وراء التكنولوجيا على حساب المصادر الأصيلة. كيف استغل زوكربيرج الحضارة المصرية للترويج لنظامه اختيار زوكربيرج أن يروّج لخدمة Vibes بفيديو عن الحضارة المصرية ليس مصادفة، فمصر القديمة ما زالت حتى اليوم رمزًا عالميًا للجاذبية البصرية والثقافية، من الأهرامات إلى المعابد إلى المومياء، كلها عناصر تلهم الخيال الجمعي للبشرية، لكن هنا يطرح سؤال مهم: هل هذا الاحتفاء يعكس تقديرًا حقيقيًا للحضارة المصرية، أم مجرد استغلال تجاري لرمزيتها؟ كثيرون رأوا في الفيديو محاولة لسرقة الأضواء باستخدام واحدة من أعظم حضارات التاريخ، لتسويق خدمة تقنية جديدة. ومن زاوية أخرى، يمكن النظر إلى الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي باعتبارها فرصة للترويج السياحي، فإذا كانت الملايين شاهدت فيديو الحضارة المصرية عبر حساب زوكربيرج، فهذا يفتح الباب لاستخدام أدوات مشابهة لإنتاج محتوى يروّج للحضارة المصرية، لكن في نفس الوقت يكمن الخطر في أن تتحول هذه الفيديوهات إلى بديل افتراضي يغني البعض عن زيارة الأماكن الحقيقية. تأثير "Vibes" على المبدعين المصريين تمثل منصة "Vibes" فرصة هائلة للمبدعين المصريين، سواء كانوا فنانين، مصممين، أو حتى صُنّاع محتوى، فبإمكان أي شخص أن ينشئ مقاطع فيديو تحكي قصصًا عن حياة المصريين القدماء، أو تجسّد الأحياء الشعبية مثل خان الخليلي بأسلوب مستقبلي، دون الحاجة إلى كاميرات أو معدات تصوير باهظة الثمن. إذ تمنح المنصة أدوات متاحة للجميع، حتى لأولئك الذين لا يمتلكون خبرة تقنية متقدمة. ومع ذلك، تبرز بعض التحديات المهمة، وعلى رأسها كيفية ضمان أن يحترم المحتوى المُنشأ الدقة التاريخية والثقافية. كما يثار تساؤل حول ما إذا كانت هناك رقابة كافية على المقاطع التي قد تُظهر الثقافة المصرية بصورة غير لائقة. وهي قضايا ينبغي أن تكون محل نقاش بين المبدعين والجمهور مع ازدياد انتشار المنصة.