كتبت أميرة شحاتةالأربعاء، 22 أكتوبر 2025 02:00 ص حدد العلماء ما قد يكون أول دليل مباشر على وجود مواد متبقية من "الأرض البدائية"، وهي نسخة بدائية من كوكبنا وُجدت قبل أن يُعيد اصطدام هائل شكل القمر تشكيله وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Geoscience، إلى أن أدلة كيميائية دقيقة من هذه الأرض البدائية قد بقيت في أعماق صخور الأرض، دون تغيير يُذكر، لمليارات السنين. وفقا لما ذكره موقع "space"، تُتيح هذه النتائج نافذة نادرة على اللبنات الأساسية الأصلية للكوكب، وقد تُقدم للعلماء أدلة حول شكل الأرض والكواكب المجاورة لها في عصورها الأولى. قالت نيكول ني، الأستاذة المساعدة في علوم الأرض والكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والتي شاركت في قيادة البحث الجديد، في بيان: "ربما يكون هذا أول دليل مباشر على أننا حافظنا على مواد الأرض البدائية". قبل حوالي 4.5 مليار سنة، كان النظام الشمسي سحابةً دوامة من الغاز والغبار، شكلت أولى الكويكبات والكواكب، بما في ذلك الأرض، ثم كرةً ساخنةً منصهرةً، يُرجح أنها كانت تعجّ بمحيطاتٍ من الحمم البركانية. كما أنه بعد أقل من 100 مليون سنة، اصطدم كويكبٌ بحجم المريخ بالأرض البدائية في حدثٍ عنيفٍ للغاية، لدرجة أنه صهر الكوكب بأكمله تقريبًا وأعاد تشكيله، مما أدى إلى تكوّن القمر. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن هذا كان آخر حدثٍ يُسبب ذوبانًا واسع النطاق لوشاح الأرض، ولطالما اشتبه العلماء في أن هذا "الاصطدام العملاق" قد محا تقريبًا جميع الآثار الكيميائية لما سبقه. لكن ني وزملائها اكتشفوا خللًا دقيقًا في نظائر البوتاسيوم في الصخور القديمة، وتحديدًا نقصًا في البوتاسيوم-40. ويجادل الباحثون بأن هذا الشذوذ يُمثّل بصمةً محتملةً للمواد التي نجت من الأرض البدائية نفسها. قال ني في البيان، "نرى قطعة من الأرض القديمة جدًا، حتى قبل الاصطدام العملاق"، مضيفا : "هذا أمرٌ مذهل لأننا توقعنا أن تُمحى هذه العلامة المبكرة تدريجيًا مع تطور الأرض".