كتبت أميرة شحاتة

يواصل المذنب 3I/ATLAS إثارة الجدل، حيث يُعد هذا المذنب ثالث زائر بين النجوم معروف لنظامنا الشمسي، وقد أثار دهشة علماء الفلك مرارًا وتكرارًا أثناء مروره في جوارنا الكوني، حيث اكتُشف 3I/ATLAS لأول مرة في يوليو، ووصل إلى أقرب نقطة له من الشمس في 30 أكتوبر، والتقطت ثلاث مركبات فضائية مواجهة للشمس صورًا له أثناء مروره السريع بجوارها.

وكشفت هذه الصور أن 3I/ATLAS تعرض لـ"سطوع سريع" يتجاوز ما يُلاحظ في معظم المذنبات على مسافات مماثلة للشمس، وفي دراسة أولية لتلك الصور نُشرت على arXiv، كتب العلماء أن هذه البيانات الجديدة تُظهر أن 3I/ATLAS "أكثر زرقة بشكل واضح" على عكس "الملاحظات السابقة التي أظهرت أن غبار المذنب أحمر"، لكن وفقًا لأحد العلماء المشاركين في هذه الدراسة الجديدة، فإن هذا غير صحيح.

وفقا لما ذكره موقع "space"، قال تشيتشنج تشانج، باحث ما بعد الدكتوراه في مرصد لويل في أريزونا وأحد باحثى الدراسة، "ليس لدينا أي دليل على تغير ألوان هالة الغاز"، مضيفا "أظهرت نتيجتنا للتو أن هالة الغاز لا تزال موجودة على الأرجح، وتساهم بشكل كبير في سطوع المذنب الكلي".

يُشار إلى المذنبات أحيانًا باسم "كرات الثلج" نظرًا لأن أنويتها الجليدية الصلبة، أو نواتها، تتكون من غازات متجمدة تحتوي على قطع من الصخور والغبار، ومع اقتراب المذنبات من الشمس، تتحول هذه الغازات المتجمدة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية مرة أخرى، مما يخلق هالات ساطعة من الغاز تُعرف باسم "الهالات" التي تُعطي المذنبات مظهرًا ضبابيًا، ويمكن أن تُشكل أيضًا ذيلًا طويلًا ولامعًا، حيث تدفع الرياح الشمسية هذه الغازات بعيدًا عن نواة المذنب.

قال تشانج، "على حد علمنا، لم يتغير لون المذنب إلا مرة واحدة عندما أصبحت ذؤابته الغازية مرئية/ساطعة لأول مرة، ولا تزال على هذا النحو الآن (ولكن أكثر سطوعًا)"، وتابع: "ومع ذلك، بدأ هذا يحدث بالفعل بحلول أوائل سبتمبر قبل أن يقترب كثيرًا من الشمس في السماء، حيث توجد صور عديدة التقطها فلكيون هواة من حوالي ذلك الوقت تُظهر أن المذنب لديه ذؤابة غازية زرقاء/خضراء".

كان المذنب هدفًا لقدر كبير من المعلومات المضللة والتكهنات المتطرفة، بما في ذلك نظريات المؤامرة التي تزعم أنه في الواقع مركبة فضائية غريبة وأن حكومة الولايات المتحدة تستغل الإغلاق الحكومي الحالي لإخفاء أدلة على طبيعته الحقيقية.

وسيصل المذنب 3I/ATLAS إلى أقرب نقطة له من الأرض في 19 ديسمبر، عندما يمر بالقرب منا على مسافة تبلغ نحو 167 مليون ميل (270 مليون كيلومتر).