أرى ثقافتنا الغذائية تكاد ترتبط بعادة ملزمة عند تناول بعض الأطباق، وهي أن ثمة وجبات لا يمكن تناولها، أي حملها إلى الفم إلا بواسطة رغيف الخبز، الفول، مثلا لا يصل إلى الفم إلا بواسطة قطعة من الخبز وكذلك وجبة البيض بالبصل والطماطم، التى اتفقنا على تسميتها بالـ «شكشوكة»، تلك المواد لا تُقدّم معها الملاعق والشوَك، بل على المتناول أن يغمس جزءا من الرغيف البلدي ويرفعها إلى فمه.
ذهب البعض في تفسير هذه الممارسة أنها جاءت امتدادا لكون قومنا طعامهم باليد، وذلك لعدم وجود الملاعق، وكانت الأخيرة تُقدّم في الولائم فقط بغرض تناول المحْلبيّة.
يكاد يتفق الباحثون أنه لم يرد ذكر للملاعق في الشعر العربي قبل الإسلام، وأن استعمال الملاعق بدأ في العصر الأموي بسبب الفتوحات الأسلامية والإختلاط بشعوب لديها مظاهر رُقيّ، ونشوء شرائح اجتماعية مترفة. وكانت الملاعق تُصنع من الخشب والفخار وتُجلب من الصين.
لفظة ملعقة العربية مشتقة من الفعل «لعق»، أي «لحس» على حين أن اللفظة بالأنجليزية -Spoon - تعني «يغترف»، وبذلك يكون معناها «مغرفة».
​ في الغرب، لو دُعيتَ إلى غداء أو عشاء أنيق، أو مناسبة اجتماعية ذات أهمية كبيرة مثل حفل زفاف، هل سألت نفسك يومًا ما هي آداب تناول الطعام التي يجب عليك اتباعها عند الجلوس لتناول الطعام؟ تعتبر آداب المائدة مهمة وسلسلة من غرائب السلوك، لذا من الجيد معرفة بعض الأساسيات.
إحراج .. إن لم أقل إزعاج.. ! ينتاب المدعو إل وليمة رسمية إنجليزية عليه أن «يُذاكر» كيفية استعمال أدوات تناول الوجبة، وأن يُحسن اختيار الأداة من بين الأعداد الكبيرة من الشّوَك والسكاكين والملاعق المصفوفة يمين الطبق ويساره وفوقه، فلكل أداة مُهمة عير مهمة ماجاورها... ! . سكين تناول اللحمة غير سكين أكل السمك، والإثنان غير السكين المخصصة لدهن الزبدة على الخبز، وينطبق هذا القول على الشّوَك والملاعق.
@A_Althukair