فيديو / صحيفة اليوم

لغة الصراع


تابع المهتمون بالشأن السوداني وتطوراته الأمنية والسياسية والإنسانية محطات مهمة في الآونة الأخيرة، أولها الدعوة الأمريكية لطرفي النزاع بالتوجه إلى مدينة جنيف من أجل البحث عن حل للصراع في بلادهم .
لكن كانت الصدمة أن أعلن الجيش أمرين مهمين مؤخراً، الأمر الأول إعلان فشل اللقاء الذي جمع ممثلين للجيش في مع أطراف أمريكية وتركز الفشل حول رفض الجيش حضور مفاوضات جنيف والاصرار على ما يسمى بتنفيذ مخرجات منصة جدة التي تم الاتفاق عليها مع قوات الدعم السريع والتي تتركز حول التزام الدعم السريع بالخروج من الأعيان المدنية التي يتمركز فيها.
الأمر الآخر تحدث الجانب السوداني الممثل للجيش أنه مصاب بخيبة أمل من عدم حث الضغط من قبل الجانب على قوات الدعم السريع بتنفيذ تعهداته التي تعني عمليا أن تصبح قوات الدعم السريع مكشوفة لطيران الجيش ليتم القضاء عليها خلال ساعات، ربما أخطر من كل ذلك أعلن المتحدث باسم الجيش يوم ١١ أغسطس ٢٠٢٤ أن قوات الجيش تمكنت من «سحق» هكذا ورد في البيان سحق قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم قائد قوات الدعم السريع بأن الفاشر سيتم تحريرها بالكامل في وقت قريب من قوات الجيش، الغريب أن التوحش بين طرفي الصراع تجاوز الأعمال العسكرية القاتلة والمخربة للأمن والسلم في السودان إلى اللغة حيث يصر الجيش إلى الآن وعبر القنوات الرسمية التابعة للجيش على تسمية قوات الدعم السريع بقوات آل دقلو الإرهابية في الوقت الذي يقول الدعم السريع أن قوات حكومة بورتسودان ميليشيات يديرها جناح الاخوان في السودان.
الحرب الأهلية في السودان دخلت عامها الثاني منذ أشهر ولا أحد يعلم إلى الآن كيف يمكن أن تكون نهاية هذا الصراع، الخطير أنه مع استمرار العمليات الحربية بين الجانبين تتأثر المدن والقرى ويتأثر الناس الذين فقدوا الدواء والغذاء وتتفاقم الأزمة الاقتصادية التي أحد أبرز أوجهها تدهور قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار، بالإضافة إلى تأثر المواسم الزراعية في أكثر من منطقة بالسودان مما يعني مواجهة صعوبات كبيرة اقتصادية وأمنية في المستقبل.
اللغة في رأينا سلاح ومؤشر ممكن أن نقرأ من خلاله أين تقف الأمور.
@salemalyami

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا