في الحديث الذي كلنا -ولله الحمد- نحفظه وندرسه وندرّسه ونكرره على منابرنا أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، من أحقّ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
المشكلة أن البعض ركز من خلال هذا الحديث العظيم على فضل الأم، فدرس وبحث لماذا أوصى بها رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثاً، وغفل عن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بالأب أيضاً.
قارن وصايانا لمن نحب، وخطب الجمع لدينا، المخصصة لحق الأم بما يخصص للأب، لا تجد النسبة 3 إلى 1 بل لا تكاد تجد ذكراً للأب.
الأب أيضاً بحاجة إلى أبنائه ويجب أن نوصي دائماً به، حتى ولو كان قادراُ، ولو من باب رد المعروف.
فالأب هو الذي ينفق على الأسرة، والأب هو الذي يردع من انحرف عن الجادة، والأب هو الذي يواجه ويحمي، والأب هو الذي يمشي أبناؤه باسمه وسمعته، والأب هو الذي يرفّه، والأب هو الذي يحفظ الأسرة حتى بعد رحيله، «وكان أبوهما صالحاً» فصلاح الأب امتد أثره إلى الأبناء، ولذلك يجب ألا يُبخس حق الأب مهما كانت الدوافع.
من التبعات لهذا التطرف في حقوق الأم أنك قد تجد جفاءً من بعض الأبناء والبنات تجاه الأب، أو علاقة مصلحية، فحب الأب مقترن بما يدفع، وكأنه آلة صراف.
وعندما تحدث مشكلة في البيت تجد انحيازاً خاطئاُ لطرف مع طرف، مع أن الواجب على الأبناء أن يكونوا وسيلة اصلاح بما يحفظ بيتهم وينهي المشكلة، فينصرون كلاً من الأم والأب ظالماً أو مظلوما، وذلك بإعانة المخطئ على عدم الاستمرار على خطئه ورده عن غيه حتى لا يتفكك بناء الأسرة العظيم.
أعجبني أحد المربين حين قال لطالبه الذي اعتذر عن حضور درسه بسبب وجوده مع والده وخدمته له، حيث قال: يا بني ما دمت مع والدك فمعذور، لأن ما ندرسكم إياه هو أن تكونوا بارين بوالديكم، فإذا قمتم بذلك حققتم ما نسعى له.
آباؤكم / آباؤكن فخركم وفخركن فكونوا معهم، وكونوا مع أمهاتكم/ أمهاتكن.
@shlash2020
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.