فيديو / صحيفة اليوم

نوم هانئ إلى أن تستيقظ!


شتاء هذا العام أتى تعويضاً لمحبيه عن شتاء الأعوام السابقة، فأصبح موسم شتاءٍ بشحمه ولحمه! وغاب عن أجوائه، محبي الأجواء المعتدلة - لن أكتب الصيفية معاذ الله - إلى سباتٍ تحت أكوامٍ من الأقمشة في زاوية يستخير فيها قبل أن يتحرك من مكانه!
ومن خلال هذه الليالي الطويلة يكون لنا فسحةً من التأمل في بعض الأمور التي تغيرت في الحياة عموماً؛ كأن تسرح قليلاً عندما تكون أمامك ورقة بيضاء، وبيدك قلم يتمرجح بين السبابة والوسطى، هل ستكتب ما يدور في بالك، أم سترسم خطوطاً عشوائية لتتخلص من حدة بياضها! هل ضغطك على القلم سينحت الورقة أم سيمر مرور المسالمين عليها! مهلاً قليلاً! هل استعضنا عن الأوراق البيضاء بمواقع التواصل الاجتماعي! فمرجحة القلم أو الشخبطة به، ولّ زمانه لكسر حدة الصمت، وآتى تمثيل متابعة التطبيقات وتحريكها لتعبر ألوانها وكلماتها أمامنا إلى أن تسقط أعيننا على كلمة تشدنا لنقرأ؛ أم أن الورقة صامدة ولا بديل عنها!
وعلى ذكر التأمل، كثرت عبارة التأمل لتتجلى رغباتك، ليُفهم أن السعي مضيعةً للوقت، ويكفيك أن تجلس وحيداً لتتخيل ما تريده ليأتي إليك! بهذه البساطة! حقيقةً إن كانت بهذه السهولة، فلما لا نجربها، لكن هل كوب القهوة أو الشاي الساخن سيقطع التأمل أم سيزيد من جذب ما نريده طالما كنّا في مزاجٍ جيد ودافئين! خصوصاً أن الأجواء الآن مناسبةً لهذا النوع من التوجه! وهو البقاء وحيداً، ساكناً، لا يتحرك فيك شيءً إلا خيالك!
هذا التوجه المنتشر، لا يظهر لك ما ستخسره، بل يظهر لك وهم الإنجازات والمكاسب التي ستأتي إليك جرياً بتأمل مريح، فالانطوائية التي ستعيشها بعده، ونبذ محيطك غير الداعم لتوجهك الجديد هي حقيقة ما تقوم به، لأنك ستفقد تطوير ذاتك وامكانياتك، أو التعرف لتجديد حياتك، وقد لا تستيقظ من مخدعك إلا عندما تفقد ملكة الإنسانية والاندماج في مجتمعك!
عندما صادفت من توجه لهؤلاء بنبذ أسس التعامل الإنساني لتسيطر عليه الأنا، لم استغرب أو أحاول أن أحيده عما يفعل، بل ايقنت أن تجربته هي من ستعيده إلى صوابه، فنبذ من حوله الذي يمارسه لظهور الأنا هي من ستصوبه، لأن الإنسان لم يخلق ليكون وحده، بل تعلم وتطور ليستمر في كسب محيطه وزيادته؛ والتوكل على الله أولاً، ثم السعي وبذل الجهد هما المفتاح الحقيقي لتحقيق أهدافك؛ فلك دعواتٌ بنومٍ هانئٍ إلى أن تستيقظ! وعسى أن يكون استيقاظك قبل فوات الأوان.
@2khwater

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا