فيديو / صحيفة اليوم

السلوك العدائي والصراعات بين الموظفين


يتباين الموظفون من حيث مسببات العداء بينهم والذي ينتج عنه صراعات على حساب الشركة عندما تصبح بيئة العمل منفرة للأداء الإيجابي الذي يحقق أهداف الشركة، ويمكن تصنيف الأسباب إلى الشخصية والتنظيمية ذات العلاقة بالعمل. تكمن الأسباب الشخصية في علاقات الموظفين التي ربما تسبب منافسة بينهم بحيث ينتج عنها الحقد والبغضاء والترصد للأخطاء المقصودة وغير المقصودة بدلاً من التعاون المشترك لإيجاد الحلول للمشاكل. ويمكن القول أن الاختلافات بين الموظفين قد تكون إيجابية تخدم الشركة عندما تهدف إلى اختيار طريقة أداء معينة أو قرار بشأن خطة أو استراتيجية معينة تهدف لتحسين الأداء وتحقيق الأهداف الإيجابية المأمولة ليخرجوا منها راضين ومتعاونين، أما الاختلافات السلبية فربما تدور حول مصالح شخصية على حساب الشركة. لا شك أن المنافسة بين الموظفين على أفضل القرارات والطرق والخطط طيب ولا نعتبره صراعاً سلبياً بل تسابق شريف للافضل.
مساهمة إدارة الشركة في تأجيج الصراعات
قد تساهم إدارة الشركة في تأجيج الصراعات بين الموظفين عندما تأخذ موقفاً منحازاً لموظف أو موظفين ضد موظف أو موظفين آخرين بدلاً من الحياد وإيجاد الحلول لنزع فتيل الخلافات الشخصية والمؤسسية، إن عدم إدراك إدارة الشركة بما يدور يفاقم المشاكل، لذلك من الأهمية بمكان متابعة إدارة الشركة وفهما لطبيعة المشاكل والعمل لإيجاد الحلول لمعالجتها. إدراك المشاكل وفهمها يساهم في حلولها، بل وتفاديها في المستقبل وعدم التكرار وتوعية الموظفين بالابتعادعنها مهما كانت مصادرها وأسبابها.
فهم الصراعات وادارتها في الشركات
لا تقدر الإدارة في الشركات على إدارة الصراعات في الشركات إلا بعدما تتفهم أسباب الصراع والعداء للتعامل معه بحكمة من حيث فهم السلوك من كافة الجوانب. فهم المشكلة واسبابها جزء كبير من الوصول إلى حلولها واجتثاثها من جذورها. اجراء اللقاءات مع الموظفين المعنيين بالمشكلة أساسي لتحديدها ومعرفة حيثياتها، وكذلك تشكيل لجنة من المتخصصين لدراستها ومعرفة طبيعتها واسبابها وكيفية حلولها وتفاديها في المستقبل. تشخيص نوع وأسباب الصراعات يساهم في تحديد حلولها إذا كانت شخصية أو مهنية، فتح باب الحوار بين الموظفين المعنيين بالصراعات من جهة وبينهم وبين المختصين من جهة أخرى في غاية الاهمية. الابتعاد عن الجدل الذي يخرب الحوار البناء ويحوله إلى ساحة أكثر صراعاً وتعقيداً من ذي قبل.
وسيط محايد من خارج الشركة
بإمكان الإدارة في الشركة الاستعانة بوسيط محايد من خارج الشركة لمعالجة مشكلة الصراعات فيها إذا كانت الإدارة غير قادرة على ذلك، وبما أن الوسيط محايد بين الموظفين من جهة والشركة واقصد الإدارة من جهة أخرى فالمتوقع أن ينجح في استشارته بسبب حياده وخبرته ومهارته في مجال الاستشارات. أتحدث هنا عن تغيير السلوكيات والمشاعر للموظفين لتقبل بعضهم الى جانب تقبلهم للإدارة وتقبلها لهم بإيجابية.
الشفافية الإدارية في الشركة
لأنظمة وسياسات وثقافة الشركة دور في الشفافية والوضوح إذا كانت الصراعات ناتجة عن أمور تنظيمية، لكن يجب أن نعلم أن الصراعات قد تكون محمودة إذا كانت لتقديم الأداء الأفضل للشركة، وليست نابعة من منافسة سلبية أو بسبب مصالح شخصية على حساب مصالح الشركة. الوضوح عامة يسهم في تقليل الصراعات وتحسين بيئة العمل والعلاقات بين جميع الموظفين بما في ذلك إدارة الشركة، لا شك أن التوصيف الوظيفي ضروري ليعرف الموظف وظيفته ومهامه، بحيث لا تتداخل الوظائف ما يسبب مشاكل بين الموظفين تتحول فيما بعد إلى صراعات. التدريب على التعامل الجيد بين الموظفين يقلل من الصراعات، كذلك يسهم في بيئة عمل منتجة ومحفزة. لا يتسع المجال هنا للحديث عن المزيد من محفزات التعاون الجماعي في الشركة للعمل على إيجاد الحلول للنزاعات، لذلك اكتفى بهذا القدر.
@dr_abdulwahhab

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا