فيديو / صحيفة اليوم

كسروا القوارير


اسمحوا لي أن أكسر كل قواعد الكتابة و أدبيات المقال، فموضوعي اليوم لا يحتمل المقدمات ولا يتسع للتمهيدات والتقسيمات، فقد تجاوز البشر كل الحدود، و تخطوا كل أبجديات البشر و الحيوان أيضا، فالحيوانات وفي شريعة الغاب لا تقتل إلا إذا جاعت، أي لتسد جوعها فقط، و بعضها يأكل الجيف، و لايجرؤ على القتل أصلا، أما نحن بني البشر فقد أصبح قتل البشرلدى البعض منا بسهولة دوس الحشرات.
أصبحت الأرواح أرخص من بضع كلمات نتشدق بها على «تيك توك» أومنصة «إكس» أو «سناب شات» نظهر من خلالها للعالم أننا ألد أعداء العنف، ولما لا والشاشات قادرة على إخفاء وجوه الشياطين التي تتحدث بألسنة الملائكة.
منذ بضعة أيام ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، بالحديث عن مقتل آية عادل وأنا مصرة على أنه قتل حتى لو ثبت في تبعا للقوانين أنه انتحار فالدفع للانتحار جراء كثرة التعذيب قتل أيضا، ولكن مع الأسف لا يعاقب عليه القانون، ولكن الحمد لله أن هناك رب لا يغفل عما يفعله الظالمون، فآية لا تعاني من أي مرض نفسي لنقول أنها استيقظت وقررت الانتحار بلا سبب أو مقدمات، آية ذاقت الأمرين وذاقت من العذاب ألوان ولكنها ليست كتلك التي تلون فيها لوحاتها لتملأ الدنيا جمالا، لكن ألوان عذاب آية كانت تملأ حياتها وجعا و جسدها ألما وبقعا.
لكن آية ليست الوحيدة، قبلها كانت نساء سمعنا عنهن وأخريات مآسيهن تقبع بين ضلوعهن وجدران بيوتهن دون أن يدري بهن أحد، فلمن يذهبن ولمن يشتكين و الجواب معروف اصبري لأجل أطفالك أو أين ستذهبين؟ اصبري لعل الله يصلح حاله، نحن لا نحتمل كلام الناس إذا رجعت لنا مطلقة، تبا لقلوبكم المتحجرة التي تخاف من كلام الناس ولا تنفطر لرؤية الألم في عيون قطعة من أرواحكم، في المقابل منذ يومين سمعت قصير على منصة «إكس» لذكر كبير في العمر يطالب بإصدار قانون في حالة الطلاق يقوم القاضي بناء عليه بحساب عدد الأطفال، وتقنين «وأريد أن نضع تحت تقنين مئة خط» احتياجاتهم من الطعام وقطع اللحم والكسوة الصيفية والشتوية، أردت أن أعرف ما الذي ينبض بين جنباته والذي يفكر في رأسه، كيف يفكر الإنسان هكذا في أطفاله، أن يحسب عليهم طعامهم، ولماذا؟ ليعاقب أمهم التي كانت في يوم زوجته وسكنه وما هالني وأرعبني أكثر التعليقات المؤيدة والتي أتت باقتراحات أكثر قسوة وبشاعة وقذف للمحصنات، وصفت بالخاروف كل من رفض هذا المنطق، فأين نحن ومن أنتم و أين ديننا الرحيم الذي يوصينا بأسرى الحروب وعدم قطع الأشجار، فما بالكم بأولادكم وامرأة كانت يوما ما زوجا بينك وبينها مودة و رحمة؟ متى نزعنا القلوب واستبدلناها بمضخات؟ وما الهدف من هذا الإذلال للمرأة و هي تربي أبناءك ؟ وهل المطلوب من كل امرأة متضررة من حياتها مع زوجها أن تسكت وتصبر لتصبح آية ثانية وثالثة ورابعة و إلى متى يستمر هذا المسلسل ؟
استيقظوا أيها الأهالي وانتقوا لبناتكم من يخاف الله فيهن وإذا استغثنكم فاغيثوهن كي لا تفقدوهن ولأن الله سيسألكم عنهن ولماذا فرطتم بأماناتكم ؟ وأخيرا أقول لم يستوصوا خيرا ولم يرفقوا بل كسروا القوارير.
RatroutNahed@

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا