في عصر الانفتاح الإعلامي وسرعة تدفق المعلومات، لم تعد الحروب تُخاض بالسلاح وحده، بل أصبحت تُخاض بالكلمة، وبالصورة، وبإعادة صياغة الوقائع على نحو يخدم أجندة معيّنة. هذه هي «السردية الموجهة».
السردية الموجهة ليست خطاباً صريحاً بالعداء، بل هي بناء متراكم من القصص، والأفلام الوثائقية، والتغريدات، والمحتويات التي تبدو بريئة لكنها تحمل رسائل خفيّة تخدم قوى خارجية.
إن الخطر الكامن في هذه السرديات أنها لا تهاجم بشكل مباشر، بل تعيد رسم ملامح الحقيقة تدريجياً في وعي الناس، حتى تصبح الأكاذيب «حقائق» لدى من لم يمتلك مناعة فكرية.
إن ما تتعرض له المملكة العربية السعودية اليوم من حملات إعلامية ممنهجة ليس إلا نموذجاً صارخاً لهذا النمط الجديد من الصراع. لكن الفارق أن المملكة، بقيادتها الواعية، وشبابها الطموح، باتت تدرك أن المواجهة لم تعد خياراً بل واجبًا وطنيًا مقدّساً.
إن الشباب السعودي اليوم هو ثروة الوطن وسياجه المتين. فهم الأكثر حضوراً في الفضاء الرقمي، وهم المستهدفون الأبرز بتلك السرديات.
حين ننظر إلى رؤية المملكة 2030 وما حققته من إنجازات غير مسبوقة في فترة وجيزة، ندرك أن هناك من يخشى هذا الصعود، فيحاول تشويهه عبر حملات ممنهجة.
في مواجهة هذا الخطر، يبرز الشباب السعودي كخط الدفاع الأول. هؤلاء الذين يمثلون أكثر من 60% من سكان المملكة هم الأقدر على التعامل مع هذا التحدي لأنهم:
الأكثر تواجداً على المنصات الرقمية التي تدور فيها معركة السرديات.
الأكثر إلماماً بلغات العصر وأدواته من الذكاء الاصطناعي إلى الإعلام الجديد.
الأكثر إيماناً برؤية 2030 التي نقلت أحلامهم إلى واقع ملموس.
إن مسؤولية الشباب اليوم ليست فقط أن يكونوا متلقين واعين، بل أن يصبحوا صُناع محتوى وطني أصيل، يعكس إنجازات وطنهم، ويفضح الحملات المغرضة بلغة العصر وأدواته.
المملكة العربية السعودية قصة وطن لا تقبل التزييف منذ توحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - والسعودية تُثبت للعالم أنها ليست دولة عابرة في الجغرافيا، بل قصة أمة استثنائية تصنع التاريخ وتعيد تعريف المستقبل.
هذه القصة لا يكتبها أعداء الخارج ولا المرتزقة في حملاتهم المأجورة، بل يكتبها المواطنون المخلصون الذين يرفضون أن تكون صورة وطنهم رهينة لأقلام مأجورة أو منصات مشبوهة.
ولكن.. كيف نواجه السردية الموجهة؟
نواجهها بـ:
1- بالمعرفة : فكل شاب سعودي يجب أن يقرأ ويتثقف ليعرف أن الإعلام ليس محايدًا دائمًا، وأن التلاعب بالروايات بات أداة نفوذ دولية.
2- بصناعة البديل: إنشاء محتوى وطني مبتكر، إيجابي، مؤثّر، بلغات العالم، يصحّح الصورة ويبرز الواقع كما هو.
3- بالمسؤولية الرقمية: الحذر من إعادة نشر الإشاعات أو مقاطع التشويه حتى لو كانت ساخرة أو مستفزة.
4- بالتكاتف الوطني: فالمجتمع السعودي بكافة أطيافه يجب أن يكون جبهة واحدة في الدفاع عن سمعته ومكتسباته.
إن الدفاع عن الوطن لم يعد يقتصر على من يقف على الحدود، بل يشمل كل من يملك هاتفاً وحساباً في وسائل التواصل. كل كلمة نكتبها، كل صورة ننشرها، فالشباب السعودي الذي أبهر العالم بوعيه، قادر على أن يُسقط أكبر حملات التشويه بروح الانتماء الصادقة، وعقله المستنير، وقيمه الراسخة.
وأختم بالقول، فحافظوا على صورة الوطن، كما تحافظون على حياتكم.
[email protected]
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.