وأوضحوا في حديثهم لـ "اليوم"، بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الكبدي الفيروسي، أن الأنواع المختلفة من الفيروسات الكبدية تتفاوت في طرق العدوى والمضاعفات، وأن المملكة حققت تقدمًا لافتًا في جهود المكافحة والتطعيم، مما أسهم في خفض معدلات الانتشار بشكل كبير.
أخبار متعلقة

د منال الدعجاني
لقاح الالتهاب الكبدي
وأوضحت أن اللقاحات متوفرة للنوعين A وB، ويُعد لقاح B فعالًا ويوفر حماية طويلة الأمد، كما يقي من العدوى بالنوع D، في حين لا يتوفر لقاح للنوع C، إلا أن علاجاته الحديثة تحقق نسب شفاء تتجاوز 95% خلال فترة علاج تمتد إلى 12 أسبوعًا.
ونبهت الدكتورة الدعجاني إلى أهمية الفحص المبكر، لا سيما للفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل العاملين في القطاع الصحي، ومرضى الغسيل الكلوي، والمخالطين المباشرين، إضافة إلى الأشخاص الذين تلقوا دمًا أو مشتقاته قبل عام 1990، والنساء الحوامل، مشددة على أن بعض المصابين قد لا تظهر عليهم أعراض لعدة سنوات.
من جهته أكد الدكتور عبدالله سعيد قزي الغامدي، استشاري أمراض وزراعة الكبد وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير في مستشفى الملك فهد بجدة، أن وجود ملايين الحالات غير المشخّصة يؤكد الحاجة إلى رفع مستوى الوعي وتعزيز جهود الوقاية وتشجيع الفحص المبكر والعلاج المناسب.
ملايين الحالات غير مشخصة
وأوضح أن فيروسات التهاب الكبد تُقسم إلى خمسة أنواع رئيسية هي «A، B، C، D، E»، وتختلف في خصائصها من حيث العدوى وطرق الانتقال والمضاعفات والعلاج ووسائل الوقاية، مشيراً إلى أن فيروس التهاب الكبد A ينتقل عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث أو من خلال المخالطة المباشرة لشخصٍ مُصاب، كما قد يحدث نتيجة عدم غسل اليدين جيدًا بعد استخدام المرحاض.
وقال "الغامدي": "هذا النوع لا يتحول إلى مرض مزمن، ويُكتفى بالعلاج الداعم لتخفيف الأعراض، وتستغرق فترة الشفاء من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، ويستعيد الكبد في الغالب عافيته بالكامل".
انتقال عدوى فيروس التهاب الكبد
وأشار إلى أن فيروس التهاب الكبد B فينتقل عبر الأدوات الملوثة بدم شخص مصاب، وقد ينتقل أيضًا في حالات نادرة عبر سوائل الجسم الأخرى مثل اللعاب أو أثناء العلاقة الزوجية، كما يمكن أن ينتقل من الأم إلى الجنين أثناء الولادة، ولا تنتقل العدوى عن طريق الملامسة أو مشاركة الطعام والشراب. ويتمكن جهاز المناعة من التخلص من الفيروس لدى 95% من البالغين، بينما تستمر العدوى بشكل مزمن لدى 5 إلى 10% تقريبًا، وقد يؤدي ذلك إلى تليّف الكبد أو مضاعفات خطيرة في حال إهمال العلاج. ويصل احتمال تحوّل العدوى إلى الشكل المزمن لدى حديثي الولادة إلى 90%، مما يستدعي التدخل المبكر بالتطعيم والأدوية.

د عبدالله الغامدي
وبين "الغامدي" أن فيروس التهاب الكبد C ينتقل عن طريق الأدوات الملوثة بدم شخص مصاب، وكان نقل الدم ومشتقاته المصدر الرئيس قبل عام 1992، أما اليوم فتم تقليص هذا الخطر بفضل الفحوص الدقيقة. يتخلص جهاز المناعة من فيروس C تلقائيًا لدى نحو 20% فقط من المصابين، بينما تتحول العدوى إلى مزمنة في 80% من الحالات، وهو ما قد يؤدي إلى تليف الكبد ومضاعفات خطيرة إذا لم يُشخّص ويُعالج في الوقت المناسب. وفيروس التهاب الكبد D يُصنَّف كفيروس ناقص، لا يتكاثر إلا بوجود فيروس B، وينتقل عبر نفس طرق انتقاله. وقد يؤدي إلى مضاعفات كبدية خطيرة تشمل التليف والأورام الكبدية خلال فترة زمنية قصيرة. لا يوجد له لقاح خاص، ولكن لقاح فيروس B يوفر حماية غير مباشرة.
أما فيروس التهاب الكبد E فأوضح "الغامدي" أنه ينتقل عبر تناول الطعام أو الماء الملوث، وهو أكثر شيوعًا في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية. وغالبًا ما تكون الإصابة حادة ويشفى المريض تلقائيًا، إلا أن خطر المضاعفات يكون أعلى لدى النساء الحوامل، ولا يوجد حتى الآن لقاح معتمد عالميًا ضده، وتُعد النظافة الشخصية وسلامة مياه الشرب خط الدفاع الأول للوقاية منه.
وعن فعالية اللقاحات، أكد الدكتور الغامدي أن هناك لقاحات فعالة لكلٍّ من فيروس A وفيروس B، وتوفر حماية تتجاوز 95%. ويُعد لقاح فيروس B عالي الكفاءة وتستمر المناعة المكتسبة منه مدى الحياة في الغالب، حتى إن انخفضت مستويات الأجسام المضادة، فإن الذاكرة المناعية تظل نشطة وقادرة على حماية الجسم، ولا يُنصح بإعطاء جرعات معززة إلا في حالات ضعف المناعة أو لبعض العاملين في المجال الصحي. ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية حققت نجاحًا باهرًا في هذا الجانب، إذ انطلق برنامج التطعيم ضد فيروس B في أواخر الثمانينات، مما أدى إلى خفض نسبة انتشار الفيروس من 8% إلى 1,3%، وأصبح الجيل الذي تقل أعمار أفراده عن 33 سنة محصنًا وخاليًا من الفيروس.
وفيما يتعلق بالحاجة إلى الفحص المبكر، شدد الدكتور الغامدي على أن العديد من المصابين، خصوصًا بفيروسات B وC، قد يكونون حاملين للفيروس دون ظهور أي أعراض لعدة سنوات، ولا يُكتشف المرض إلا بالصدفة أو عند ظهور المضاعفات مثل التليف أو سرطان الكبد. وتشمل الفئات الأكثر عرضة: المخالطين المباشرين للمصابين مثل أفراد الأسرة أو من يشاركونهم السكن، والمولودين لأمهات مصابات، والعاملين في القطاع الصحي الذين يتعاملون مع الدم، ومرضى الغسيل الكلوي، ومن يعانون من نقص المناعة بسبب أمراض أو أدوية، ومن تلقوا نقل دم أو مشتقاته قبل عام 1992، والأشخاص ذوي السلوكيات الجنسية عالية الخطورة، ومدمني المخدرات الذين يتشاركون الإبر، إذ يُعد ذلك من أبرز وسائل انتقال فيروس C، بل يُعتبر اليوم المصدر الرئيسي لانتشاره في بعض المجتمعات.
وبشأن إمكانية الشفاء من فيروس C، أشار الدكتور الغامدي إلى أن العلاجات الحديثة شكّلت نقلة نوعية في مواجهة المرض، حيث أصبح بالإمكان تحقيق الشفاء الكامل خلال فترة قصيرة تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعًا باستخدام مضادات فيروسية فموية فعالة بنسب شفاء تفوق 95%. وأشاد بالجهود الوطنية التي تبذلها المملكة، ممثلة في وزارة الصحة، من خلال برامج الفحص المجاني ومراكز التشخيص والعلاج المنتشرة في جميع المناطق، مما أسهم في خفض معدل الإصابة إلى 0,2% فقط من عدد السكان. وأكد أن المملكة تواصل العمل على تنفيذ استراتيجية شاملة تتماشى مع أهداف منظمة الصحة العالمية، للقضاء الكامل على فيروس C بحلول عام 2030، عبر تعزيز الوقاية، وتوسيع نطاق التشخيص والعلاج ضمن رؤية وطنية طموحة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.