فيديو / صحيفة اليوم

منطقة الراحة ذات أمان خادع


الحياة تغدو ذات نكهة رتيبة حين نقبع طويلا في منطقة الراحة التي ألفناها، وقد يزداد ملل الأيام ليتحول إلى شعور مطبق يجثم على دواخلنا، ورغم صعوبته فالكثير يفضّل تحمل رتابة الاستمرار الممل أكثر من قلق التغيير، وكأن ما يحذرنا لتجنب الألم أقوى مما يدفعنا نحو السعي لزيادة النمو.
بعضنا يعتاد البلادة حتى تخمد حيويته ويفقد ثراء حياته، وتذكرنا استجابته بتجربة الضفادع، فلقد قام فريق بحثي بإشراف العالم جريجوري باتيسون وكجزء من تجربة علمية بتوفير بحيرة صناعية ذات سخان حراري، ثم قاموا بوضع بعض الضفادع في هذه البحيرة. قام الفريق بزيادة درجة حرارة المياه شيئا فشيئا، وكان اهتمامهم منصبا على معرفة درجة الحرارة المتوقعة التي ستشعر عندها الضفادع بالسخونة وتقفز بنفسها خارج البحيرة، ولكن العجيب أن الضفادع لم تبد أي استشعار للخطر رغم زيادة الحرارة، لأنها استمرت بالتكيف مع ارتفاع درجة سخونة الماء، حتى أبطأت قوة الحرارة في من قدرتها الجسدية، وتوقفت حركتها وفقدت حياتها.
إن منطقة الراحة ذات أمان خادع، ولكل نمو كلفة غالية تقتضي أن تهجر طرقك القديمة إلى دروب جديدة لا تكون جميعها ممهدة، فالتغيير من حال إلى حال صعب وتواجهه ردود فعل سلبية، ولك أن تتوقع في البداية بعض المقاومة في أعماقك، ذلك أن برمجتها القديمة لم تألف الأوامر الجديدة، أو قد يتمرد عليك جسدك بأن يضعك في حالة من الضغط، أو تشعر بشيء من الإحباط الغامض أو الاضطراب، لكنك إذا قاومت وأخبرت نفسك بحسم أن المردود مربح، وأن ذلك جزء من عملية التغيير للأفضل، فستقفز بحياتك لمستوى ادراك جديد ترى فيه العالم من منظور أثرى.
ننطلق جميعا في سباق الحياة بنفس المكونات البيولوجية، ونفس العدد من خلايا الدماغ، لكن البعض يعمل على تطويرها بينما يخمد الآخر من طاقتها، فعندما تواجهنا الحياة بخبراتها وتقلباتها تختلف حصيلتنا باختلاف سعي الأشخاص نحو الاستنارة.
الأنضج وعياً هم من يسلكون الدروب الأقل ارتياداً والأكثر وعورة، لأنهم موقنون أنه بالرغم من الأشياء الكثيرة التي يبدو أنها مهددة على مستويات مختلفة، هي محفزات للتخلص من ضيق الخوف نحو مزيد من حرية العيش. علماء النفس يعتبرون تلك المواقف كمحرضات نمو، لأنها أشبه بحبات الرمل في محارة حياتنا كونها تدفعنا لتشكيل لؤلؤنا الذاتي، فهي مغيرة بطبيعتها لتكويننا، لأننا ندخل التجربة بحالة ونخرج منها بحالة مختلفة تماما، إلا أن البعض يهدر فرصة التعلم ويرفض الخروج من منطقة راحته.
[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا