في كل مرة نواجه فيها تحديًا، هناك سؤال خفي يمر دون أن ننتبه له:
هل أستطيع أن أتحسن، أم أنني ببساطة لست جيدًا بما فيه الكفاية؟
هنا يبدأ جوهر كتاب «العقلية» لعالمة النفس كارول دويك، لكنه لا ينتهي هناك.
الكتاب لا يعطي وعود النجاح، بل يزرع بذور تحول داخلي: كيف نرى أنفسنا؟ كيف نفسّر الفشل؟ وكيف نربي أبناءنا وندير موظفينا؟
تعود طفلة تبلغ التاسعة من عمرها من المدرسة، وقد حصلت على 7 من 10 في اختبار الرياضيات، فتقول لها والدتها: أنت فتاة ذكية، كيف حصلتِ على هذه الدرجة؟ فتشعر الفتاة بالذنب وتبدأ في الشك في قدرتها، بينما حين تقول الأم لها: لقد رأيتِ أنكِ بذلت جهدا كبيرا وأحسنتِ المحاولة، لذا ما رأيك لو أننا جلسنا سوياً لنكتشف الأخطاء التي وقعت بها لكي لا تتكرر عليك مرة أخرى.
في إحدى المدارس الفنلندية، شجّع المعلم تلاميذه على عرض أخطائهم في لوحة «أجمل خطأ لهذا الأسبوع»، ليشرحوا كيف تعلّموا من أخطائهم، والنتيجة؟ تحوّل الصف إلى بيئة آمنة تحفّز على المحاولة والتجربة، بدلًا من الخوف من الخطأ، فحين يدرك الطالب أن الخطأ ليس نهاية المطاف، بل جزء من الرحلة، فإن ثقته بنفسه تتضاعف، ويصبح أكثر استعدادًا للمبادرة والمغامرة الفكرية.
وفي شركة ناشئة ارتكب موظف شاب، خطأً مكلفًا في عرض بيانات مالية، وبدلاً من توبيخه أو تهميشه، جمعه مديره مع الفريق، وطلب منه عرض ما تعلّمه، وكيف سيمنع تكرار الخطأ، تحوّل الخطأ إلى ورشة تطوير، وخرج الجميع بفهم أفضل، واستمر الموظف في النمو داخل الشركة ليصبح قائدًا لقسمه بعد عامين، فالبيئة التي تشجع على النمو لا تطرد من يخطئ، بل تُخرج منه أفضل ما لديه.
وهنا نلخص ما ذكرناه، لنقول، ابدأ بخطوات عملية من اليوم لتغير بها نمط تفكيرك، منها بدّل لغتك اليومية، فبدلًا من تقول : أنا سيئ في هذا الشيء، قل: أنا أتعلم كيف أتحسن فيه، ومن ذلك أيضاً، امدح الجهد لا النتيجة، فقل لطفلك: أعجبني مثابرتك، بدلًا من تقول له: أنت عبقري، وكذلك، حوّل الفشل إلى درس، اجعل لكل خطأ سؤالًا: ما الذي كان يمكن أن أفعله بطريقة مختلفة؟
وخلاصة القول، لنعلم أن الظروف ليست هي من يحدد مصيرنا، بل الطريقة التي نستجيب بها لها.
[email protected]
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.