كتب: محمد الأحمدى

مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، تبدأ الكنائس والأديرة في مختلف المحافظات استعداداتها المكثفة لتقديم الدعم الإنساني للأسر الأكثر احتياجًا، في واحدة من أبرز الفترات التي ترتبط بالعطاء والخدمة داخل المجتمع القبطي.

وتحرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سنويًا على إطلاق مبادرات اجتماعية وخدمية واسعة، تعكس رسالتها الروحية وامتداد دورها المجتمعي خاصة مع دخول أشهر الشتاء وبرودة الطقس.

وتشهد الإيبارشيات خلال هذه الأيام تجهيز شنط غذائية تحتوي على السلع الأساسية، وتوزيع بطاطين وملابس شتوية لمواجهة البرد، إلى جانب إطلاق عيادات طبية مجانية داخل بعض الكنائس والأديرة للكشف المبكر وتقديم العلاج للأسر البسيطة، كما ينظم شباب وخدام مدارس الأحد زيارات ميدانية للمناطق الأكثر احتياجًا، للتأكد من وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.

وفي الأديرة، تتواصل الاستعدادات عبر تخصيص أيام للصلاة من أجل المحتاجين، إلى جانب المشاركة في إعداد المواد الغذائية داخل المطابخ الديرية، بما يعكس روح الشراكة والمحبة بين الرهبان والشعب، فيما تقدّم بعض الإيبارشيات مبادرات مميزة مثل «سوق الخير» الذي يبيع الملابس الجديدة بأسعار رمزية أو بالمجان، ومبادرات «هدية الميلاد» التي تستهدف الأطفال.

وتؤكد الكنيسة القبطية أن مساندة الأسر البسيطة خلال موسم الميلاد ليست مجرد نشاط خيري، بل جزء أصيل من رسالتها الروحية المستمرة، القائمة على المحبة العملية، خصوصًا في وقت تتزايد فيه احتياجات الفئات الهشة.