منوعات / صحيفة الخليج

العزوف عن الزّواج

د. مايا الهواري

الجمال يختبئ في كلّ شيء في هذا الكون، فهو ليس شيئاً وحيداً، بل يكتمل بوجود أشياء أخرى، فالشّجرة لا تبدو جميلة لولا الأوراق الخضراء الّتي تزيّنها، والعشب الأخضر لا يظهر جماله إلّا بالأزهار الملوّنة الّتي تضفي على جماله جمالاً آخر، وأيضاً جمال السّماء يزداد بوجود النّجوم الفضّيّة المتلألئة. وهكذا حياة البشر لا يظهر جمالها إلّا بوجود الآخرين، فالرّجل لوحده يجد حياته فارغة لا معنى لها، لذا يلجأ للزّواج، حيث السّكينة والاستقرار والطّمأنينة، كذلك الأنثى تجد كلّ ذلك، إضافة لوجود الحبّ والأمان والحنان والعاطفة للطّرفين، فهما يكمّلان بعضهما بعضاً، والله تعالى خلق الذّكر والأنثى ليكمّلا بعضهما، لا لِأَن يعيش كلّ منهما بمفرده، فلو كان ذلك صحيحاً لما شرّع الله الزّواج، ليكون ملجأً وحياة واستقراراً بديلاً عن وحدة الإنسان. والعجب العُجاب فيما نراه ونسمعه هذه الأيّام من عزوف الشّباب والشّابّات عن الزّواج، تحت مسمّى أنّه كامل بدونها، ولا يحتاج إلى الزّواج، وهي أيضاً كذلك، حيث نراها تضع العراقيل أمامها بأنّ الزّواج قد يمنعها عن تحقيق أحلامها، ولا ينقصها رجل، فهي تقوم بكلّ ما تحتاج إليه بنفسها، ولن يضيف الزّواج لحياتها شيئاً جديداً سوى تحمّل المسؤوليّة الكبيرة، ناهيك عن الصّعوبات الّتي يضعها كلّ منهما من غلاء المهور وعدم قدرة الشّباب على توفير السّكن الملائم، إضافة لعدم صبر الفتيات على الظّروف القاهرة الّتي قد تصيب الزّوج، ما يؤدّي للطّلاق وضياع الأولاد، فلا يجدون سبيلاً للخروج من هذه المسؤوليّة، سوى العزوف عن الزّواج والتزام الوحدة وعدم الوقوع في هذه المشاكل حسب وجهة نظرهما، علماً بأنّ الزّواج ليس مشكلة، إنّما هو حلّ لكلّ مشكلة، وهو شرع الله على الأرض.
الزّواج رزق من الله تعالى، شرّعه لاستمراريّة البشريّة، وقد كمّل الزّوجين ببعضهما، ولا يستطيع أي منهما العيش بمفرده، بل يكتمل بوجود الشّريك قربه ومعه، ومن يقول إنّه كامل لوحده فهو ناقص كلّ النّقص، ولن يجد السّعادة إلّا مع نصفه الآخر، فالزّواج استقرار وسكينة وأمان.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا