براءة العرض تجعله عابراً للأجيال
دبي: مها عادل
حطت المسرحية الغنائية العالمية «جريس» رحالها بدبي للمرة الأولى، وقدمت عروضها على مدار 10 أيام متتالية في دار الأوبرا.
وفي كواليس العرض الاستعراضي الصاخب والمفعم بالشبابية والحماسة والمرح، التقينا مخرجه نايجل ويست ليحدثنا عن أهم عناصر تميزه، واستمراريته ونجاح عروضه المتتالية على أشهر مسارح العالم منذ انطلاقها قبل 40 عاماً.
استهل نايجل ويست حديثه عن أهم عناصر تميز نسخة مسرحية «جريس» بدبي مقارنةً بالإنتاجات الأخرى حول العالم، قائلاً: هذه النسخة المعاصرة من العرض تقوم على إبداعات فرقة تضم 24 شاباً وفتاة من الممثلين والمغنين والراقصين المختارين بعناية فائقة، وينطبق عليهم ما نسميه في هذا المجال «القوة الثلاثية»؛ فهم يجيدون التمثيل والغناء والرقص بكفاءة عالية. لهذا، فالأداء الحركي والتمثيلي متمكن، والغناء المباشر بأصوات مميزة ومتنوعة القدرات، إلى جانب استخدام محكم للتقنيات الصوتية والبصرية بأسلوب عصري، وتحريك الخلفيات والديكورات بسلاسة واستغلال المساحات بكفاءة، وكل هذا منح المشاهد قدرة أفضل على متابعة الأحداث والمواقف وتحقيق المتعة المرجوة باستخدام رؤى إخراجية حديثة مع الحفاظ على طبيعة النص الأصلي الناجح والمحبوب منذ أكثر من 40 عاماً. وربما يكون هذا الإنتاج هو الأكثر تحفيزاً وإبهاراً من حيث تصميم الرقصات الذي حظيت بشرف المشاركة فيه، وتعتبر المسرحية بأكملها مليئة بالطاقة من البداية إلى النهاية.
وعن التحضيرات لتقديم هذا العرض في دبي أوبرا، قال نايجل ويست: بدأتها بالتعاون مع المنتجين منذ أكثر من تسعة شهور، فهي تعتبر عملية طويلة وأساسية وقررنا أن نأتي إلى دبي بنسخة جديدة لمخاطبة أذواق الجمهور متنوع الثقافات والمحب للفنون. بدأنا اختيار عناصر الإخراج والإنتاج بشكل احترافي، بداية من مصمم الرقصات والمدير الموسيقي (قائد الأوركسترا) ثم توجهنا لاختيار ملامح الديكور والأزياء والإضاءة وإمكانات الصوت، وبناء فريق من المبدعين المشاركين معي، فالمخرج ينجح في إدارة العمل بقدر جودة وحرفية من حوله، وهذا يشمل جميع الأقسام، من إدارة المسرح إلى الديكور، وبالطبع فرقة الممثلين، الذين تُجرى لهم تجارب أداء دقيقة لاختيارهم.
وأضاف: أجرينا تجارب أداء في لندن في يونيو/حزيران الماضي. كنا نبحث عن 24 فناناً فقط لكن استقبلنا أكثر من 4000 طلب التحاق وأجرينا تجارب أداء لحوالي 300 شخص. بعد فترة، اتخذنا قرارنا النهائي، وتكونت هذه الفرقة التي حضرت إلى دبي.
وتحدث نايجل ويست عن سر حفاظ عرض «جريس» على نجاحه وشعبيته لسنوات عديدة، قائلاً: أعتقد أن هناك سببين: الأول الفيلم الذي أصبح رمزاً فنياً بارزاً لا ينسى، الجميع يتذكر بمحبة صورة أوليفيا نيوتن وجون ترافولتا في شبابهما بدور ساندي وداني. والثاني الموسيقى التصويرية العالقة بالأذهان، حتى لو كنت لا تظن أنك تعرف الألحان، فبمجرد سماعها، تتدفق كلمات الأغاني في ذهنك، وقد ثبت ذلك بالتأكيد في دبي عندما سمعنا الجمهور يغني معنا خاصة في مشهد الاستعراض الموسيقي الضخم في نهاية العرض.
وأشار نايجل ويست إلى ما وصفه ببراءة العرض التي تجعله عابراً للأجيال. وقل: إنه يعيدنا إلى زمن أبسط. لا هواتف محمولة، لا وسائل تواصل اجتماعي. كان للراديو والألحان التي تُعزف أهمية بالغة، وامتد هذا الطابع إلى أنماط الرقص والأزياء في ذلك العصر. على سبيل المثال، كانت مسابقات الرقص شائعة ومهمة للمراهقين في ذلك الوقت. و لم يكن هناك سوى قناتين تلفزيونيتين. في عام ١٩٥٩، كان ٦٢٪ فقط من الأسر الأمريكية تمتلك هاتفاً. كانت هناك مجلة أسبوعية واحدة تُبشر بالموضة الجديدة وتُطلع القراء على شائعات ذلك الوقت. كل هذه الأجواء الحميمة تعيد الجمهور الى ذكريات الشباب والصبا وتنقل الأجيال الجديدة في الزمن لإشباع شغفها بوقت لم تعشه ولكنها عايشته صوتاً وصورة ومشاعر من خلال هذا العرض المفعم بالحيوية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
