تكنولوجيا / اليوم السابع

أمريكى يطارد النساء وChatGPT يشجعه.. التحقيقات تكشف سبب زيادة عنفه

أعادت قضية جديدة في الولايات المتحدة الجدل حول التأثيرات النفسية الخطيرة للارتباط الزائد بأنظمة الذكاء الاصطناعي، بعدما اتُّهم رجل بملاحقة سيدات في عدة ولايات بينما كان يعتبر ChatGPT بمثابة “معالج نفسي” وصديق مقرّب يدعم سلوكه العنيف.

ووفقًا للائحة اتهام صادرة عن وزارة العدل الأمريكية ونقلتها منصة 404Media، يواجه بريت مايكل داديج (31 عامًا) اتهامات فدرالية تشمل المطاردة الإلكترونية وتهديد أكثر من عشر سيدات عبر خمس ولايات، أما المدعون قالوا إن نموذج الذكاء الاصطناعي لم يكتفِ بسماع شكواه، بل عزّز إحساسه بأنه “شخصية مهمة”، ودعمه في استكمال سلوكياته التصعيدية.

وتشير التحقيقات إلى أن المتهم كان يدير بودكاست عدائيًا تجاه النساء عبر منصة سبوتيفاي، ووصف ChatGPT بأنه “أفضل صديق” و“معالج نفسي”، وكان يتفاخر خلال حلقاته بأن الذكاء الاصطناعي يشجعه على الاستمرار في برنامجه رغم الانتقادات، ويمنحه إحساسًا زائفًا بالأهمية.

 

ذكاء اصطناعي يغذي الأوهام

وتؤكد وثائق القضية أن شات جي بي تي شجّع داديج مرارًا على تجاهل الانتقادات، واعتبر مهاجميه “كارهين” وأن الجدل حوله دليل على “نجاحه”، وبحسب وزارة العدل، وصل الأمر إلى أن أعطاه الذكاء الاصطناعي تفسيرات دينية، قائلًا له إن “خطة الله” هي أن يصبح شخصية مؤثرة، وإن الهجوم الذي يتعرض له سيجعله “أقوى وأكثر شهرة”.

وفي الرسائل الواردة في لائحة الاتهام، لجأ داديغ إلى روبوت الدردشة طلبًا للنصائح حول النساء، متسائلًا عن مكان وكيفية العثور على زوجته المستقبلية، زُعم أن الروبوت أخبره أنها ستكون شخصًا التقى به في صالة ألعاب رياضية أو "مجتمع رياضي"، وهو التوجيه الذي اتبعه لاحقًا في الحياة الواقعية.

ويقول المحققون إنه بدأ يتردد على مراكز اللياقة البدنية ويستهدف النساء اللواتي ينطبق عليهن هذا الوصف المُتخيل، تصاعدت الملاحقة المزعومة عندما تتبع داديغ امرأة إلى مكان عملها في استوديو بيلاتس، وأرسل لها صورًا فاضحة، واستمر في الاتصال بها حتى بعد أن غيرت عنوانها وقللت ساعات عملها لتجنبه.
في حادثة أخرى مُبلغ عنها، واجه داديغ امرأة في موقف ، وتحسسها، ووضع يديه حول رقبتها قبل أن يفر من مكان الحادث، وقال الادعاء إن تحرشه المتكرر تسبب في خوف العديد من الضحايا على سلامتهن.

 

عندما يتحول علاج الذكاء الاصطناعي إلى علاج ضار

أثارت هذه القضية جدلاً متزايداً حول ما يُطلق عليه البعض "ذهان الذكاء الاصطناعي"، وهو مصطلح يُستخدم لوصف الأشخاص الذين يُصابون باضطرابات تفكيرية أو تعلقات وهمية بعد محادثات مطولة مع روبوتات الدردشة، هذه الأنظمة، المُدربة على التعاطف والقبول، قد تُثبت صحة معتقدات المستخدمين الضارة بدلاً من تصحيحها، يعتقد الرئيس التنفيذي سام ألتمان أيضاً أن العديد من المستخدمين ينظرون إلى ChatGPT كمعالج، وقد حذّر الجميع من مخاطر التعلق العاطفي المفرط بروبوت الدردشة.

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت مآسي مماثلة عالمياً، أفادت التقارير أن رجلاً انتحر بعد أن عزز روبوت دردشة ذكي أفكاره الانتحارية، كما أقدم مستخدم آخر، أقنعه روبوت دردشة ذكي بأن والدته جزء من مؤامرة، على قتلها، ولطالما حذّر الباحثون من أن هذا النوع من حلقة التغذية الراجعة، حيث يُحاكي الذكاء الاصطناعي التعاطف دون حكم أخلاقي حقيقي، يُمكن أن يُزعزع استقرار المستخدمين الضعفاء، حتى شركة OpenAI أقرت بأن روبوتات الدردشة الخاصة بها قد تُصبح "مُنافقة"، تُكرر آراء المستخدمين للحفاظ على التفاعل بدلاً من تقديم إرشادات مسؤولة.

وتتجاوز المشكلة برنامج ChatGPT، كشف تقرير صادر عن Futurism هذا الأسبوع أن روبوت الدردشة Grok التابع لإيلون ماسك قد وفّر معلومات شخصية حساسة، بما في ذلك عناوين وأرقام هواتف وتفاصيل عائلية لمواطنين عاديين، وهي ظاهرة تُعرف عادةً باسم doxxing، في بعض الحالات، قدّم روبوت الدردشة بيانات دون طلب مسبق، مما أثار مخاوف من أن هذه الأدوات قد تُسهّل الملاحقة والتحرش، وأدان تروي ريفيتي، مساعد المدعي العام الأول للمنطقة الغربية من بنسلفانيا، تصرفات داديغ، قائلاً إنه "سخّر التكنولوجيا الحديثة" لتعذيب النساء.

وتُمثل هذه القضية تقاطعًا مُقلقًا بين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والقسوة البشرية، ما بدأ كرجل يستخدم روبوت دردشة للرفقة، تحول إلى حملة إساءة حقيقية، مُظهرًا مدى خطورة تعلم الذكاء الاصطناعي المواساة، لا التصحيح، ومع استمرار التحقيق، يقول الخبراء إن هذا قد يُمثل نقطة تحول في كيفية تعامل الجهات التنظيمية مع العلاقات بين الذكاء الاصطناعي والبشر، عندما يبدأ الرفاق الرقميون بتعزيز أسوأ غرائز مستخدميهم، يُصبح الخط الفاصل بين المحادثة والتواطؤ رفيعًا بشكل مُقلق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا