سوهاج أحمد عبدالعال

«سبحان من عنت الوجوه لوجهه، فهو الكريم يجيب من ناداه».. كلمات سكنت القلوب قبل أن تحفظها الألسنة، وصوتها الذي أبكى الملايين ما زال يملأ السماء هيبةً وخشوعًا.

إنه صوت الشيخ محمد عمران، ابن طهطا بمحافظة سوهاج، آخر عباقرة دولة التلاوة، الذي جمع بين النغمة والإيمان، وبين فن المقامات وجلال القرآن، فصار رمزًا خالدًا للإنشاد الديني المصري الأصيل.

ولد الشيخ محمد أحمد عمران بمدينة طهطا في 10 أكتوبر 1944، وحفظ القرآن الكريم في سن العاشرة على يد الشيخ محمود المصري، ثم جوده على يد الشيخ محمود جنوط بمركز طما.

وفي عام 1955، رحل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد المكفوفين للموسيقى، حيث تتلمذ على يد الشيخ سيد موسى، فتعلم أصول المقامات والموشحات، لتبدأ رحلته مع التلاوة والابتهال.

اعتمدته الإذاعة المصرية في أوائل السبعينيات قارئا ومبتهلا، وتألق بصوته المميز الذي جمع بين عمق الأداء وقوة الإحساس، متعاونا مع كبار الملحنين مثل محمد عبدالوهاب وسيد مكاوي وحلمي أمين وصارت ابتهالاته تبث في ليالي رمضان والمناسبات الدينية حتى أصبحت جزءا من ذاكرة الأمة.

كان الشيخ عمران قريبا من كبار الفنانين، من بينهم عبدالوهاب وبليغ حمدي ومحرم فؤاد، وقرأ في عزاء الفنان عبدالحليم حافظ، كما كان صديقًا مقربا من عمار الشريعي وهاني مهنا وعبده داغر.

ومن طرائفه أنه كان زملكاويا متعصبا، يحمل عضوية فخرية في نادي الزمالك، وكان لا يفوت مباراة لفريقه حتى في أصعب أوقاته.

في السادس من أكتوبر عام 1994، رحل الشيخ محمد عمران بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الخمسين عاما، وشارك كبار القراء في جنازته، منهم الشيخ الطبلاوي ونعينع.

دفن إلى جوار مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، لكن صوته ظل خالدا في الإذاعات والمساجد، شاهدا على عصرٍ ذهبي من الإبداع الإيماني، وزمنٍ كان فيه الابتهال رسالة وسبيلا للتقرب إلى الله.
 

الشيح عمران بإحدى الحفلات

الشيخ عمران احد العمالقة أبن طهطا سوهاج

الشيخ محمد أحمد عمران أبن طهطا سوهاج

مع المسيقار محمد عبدالوهاب