الطفل / سيدتى

سهر المراهقة: أسبابه وتأثيراته النفسية والصحية و10 طرق للتعامل! 

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

غالباً ما يزداد الشد والجذب ومعدل الحوارات بين الآباء والأبناء خلال فترة المراهقة، وأحد الأسباب هو: السهر لمرات متعددة في الأسبوع، ليس من أجل حفلات الأصدقاء أو الزيارات العائلية فقط، بل للدراسة مرة، أو مشاهدة التلفاز، أو الجلوس أمام الألعاب الإلكترونية مرات، والمكالمات مع الصديقات عبر مواقع التواصل لساعات تطول!
في هذا التقرير تخص الدكتورة سلمى المغربي أستاذة طب النفس حديثها عن سهر الفتيات المراهقات -تحديداً- فنتعرف معاً إلى: هل هذا السلوك مقبول على المدى الطويل؟ وما هي المخاطر المترتبة عليه؟ رغم تداخل الكثير من الزوايا التربوية، والنفسية، والصحية، بجانب توضيح كيفية تعامل الأهل مع هذه القضية الحيوية.

سهر المراهقة ليس مجرد ظاهرة عابرة

مراهقات
سهر الفتاة المراهقة قضية تستوجب القلق، ليس فقط حول الواجبات الدراسية أو طول السهر، بل حول تأثر الصحة النفسية والجسدية بعمق.
من المهم أن ننظر إلى السهر بين المراهقين ليس كجزء من ثقافة الشباب، بل قضية تربوية وصحية تستحق الانتباه.
الأهل لديهم دور كبير: ليس من باب السيطرة، بل من خلال الفهم، الدعم، مع رغبة صادقة في بناء حياة متوازنة لأطفالهم.
إذا كنا نريد أن نراهم يزدهرون في المدرسة، في علاقاتهم، وفي نمائهم الشخصي، فعلينا أولاً أن نمنحهم حقّهم في الراحة، لأن النوم ليس رفاهية، بل ضرورة.

العوامل الطبيعية والاجتماعية وراء السهر بعامة

السهر في سن المراهقة ليس مجرّد "مزاج"، بل غالباً ما يكون لعدة عوامل طبيعية واجتماعية:

رغبة في الاستقلال: في مرحلة المراهقة، تطلب الفتيات مزيداً من الخصوصية، وقد يكون البقاء مستيقِظة ليلاً وسيلة للحصول على مساحة خاصة بعيداً عن المراقبة الأبوية تمنحها الإحساس بالاستقلالية.
ضغط الدراسة: الواجبات المدرسية، الاستعداد للامتحانات، المشاريع، كلها تدفع الفتاة للبقاء مستيقِظة لساعات إضافية لإنجاز ما لم تستطع إنهاءه خلال النهار.
وسائط التواصل والألعاب: الاستخدام المكثف للهواتف الذكية والتطبيقات يمنح شعوراً بأن "العالم لا ينام"، يشجع التواصل مع الأصدقاء عبر الرسائل أو الألعاب في وقت متأخر من الليل.
ضغط الأقران: كما تقولها الابنة: "كل صديقاتي يسهرن"، وهو عامل اجتماعي قوي يوازن قرارات السهر.
قلة الروتين المنزلي: قد يكون عدم وجود قواعد واضحة عند الأهل بشأن وقت النوم، أو السماح باستخدام الأجهزة في غرفة النوم، عاملاً رئيسياً في استمرار السهر.

تأثيرات السهر النفسية: القلق والاكتئاب وسلوكيات خطرة

مراهقة تعيد ترتيب غرفتها

الآثار النفسية لسهر المراهقة قد تكون عميقة، كما تشير دراسات حديثة مثل:

خطر القلق والاكتئاب: حيث وجدت دراسات حديثة أن نقص النوم المزمن يرتبط بزيادة كبيرة في مشاعر الاكتئاب، التوتر، والضغط النفسي عند المراهقين.
إيذاء النفس: بعض الأبحاث أشارت إلى أن اضطرابات النوم في سن المراهقة يمكن أن ترتبط بسلوك إيذاء النفس عمداً.
السلوكيات الخطرة: هناك ربط بين قلة النوم وزيادة احتمالية المخاطر مثل التعامل بعصبية وسلوك عدواني.
العنف: تقرير نفسي أشار إلى أن المراهقين الذين ينامون أقل من الموصَى به (8-10 ساعات) هم أكثر عرضة من غيرهم للدخول في سلوكيات عنيفة.
السهر المزمن: لا يعني انخفاضاً في ساعات الراحة فقط، بل يعد عامل خطر نفسياً يضع الفتاة المراهقة أمام تحديات داخلية يمكن أن تؤثر على توازنها النفسي.

الأمراض النفسية التي تصيب المراهقات وطرق التعامل معها

التأثيرات الصحية للسهر: جسم تحت الضغط

  • ارتفاع ضغط الدم: دراسة طبية وجدت أن المراهقين الذين ينامون أقل من حوالي 7 ساعات يومياً، أو الذين يعانون من الأرق، لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بضغط الدم المرتفع.
  • الخمول والتغذية: توقيت النوم غير المنتظم وقد وجد أن جدول نوم متأخر يرافقه زيادة في الخمول واستهلاك الكربوهيدرات لدى المراهقين، يسهم في زيادة الوزن أو اضطراب الأيض.
  • أمراض القلب: دراسات ربطت اضطرابات النوم المزمنة خلال المراهقة بأمراض القلب مستقبلاً.
هذه التأثيرات تؤكد أن السهر ليس مجرد عادة ليلية يمكن التغاضي عنها؛ إنه جرس إنذار لصحة جسم المراهقة الآن وفي المستقبل.

الأداء الدراسي والمعرفي: دماغ يفتقد الراحة

سهر لإكمال الواجبات أمام
إن السهر يؤثر مباشرة على قدرة الفتاة المراهقة على التعلم والتفكير ما يجعله أكثر صعوبة.
  • ضعف التركيز والانتباه: دراسات قديمة ولكنها مؤثرة أظهرت أن الحرمان من النوم المرتبط بأيام الدراسة يضعف الانتباه والأداء في الاختبارات.
  • مهارات الإدراك: إن المراهقين الذين يذهبون للنوم مبكراً وينامون لفترة أطول، حتى لو لم يحصلوا على المدة المثالية (8–10 ساعات)، قد أظهروا تحسناً في اختبارات المفردات، القراءة، حل المشكلات، بل إن تصوير الدماغ لهم كشف على حجم أكبر في بعض المناطق العصبية الحيوية.
  • تراكم الأثر: الفرق البسيط في عدد دقائق النوم يمكن أن يؤدي إلى نتائج تراكمية مهمة على أداء الدماغ، وهذه ليست مبالغة، بل ما توصلت إليه بعض الأبحاث.

التعامل البنّاء للأهل بدلاً من الصراعات اليومية

مراهقة لا تستجيب لتوجيهات الأم
  1. الفهم بدلاً من التوبيخ؛ فنبرات القلق تجعل الحوار يتصاعد سريعاً إلى درجة التوتر، عندما لا يفهم الأهل دوافع ابنتهم؛ مثل الرغبة في الحرية أو التواصل الاجتماعي، تكون محاولاتهم لضبط النوم مجرد فرض وليس تفاهماً.
  2. بناء روتين ليلي مرن بدلاً من فرض النوم المبكر جداً، يمكن التفاوض حول وقت معقول للراحة، يشمل وقتاً للهاتف أو الدراسة لكن مع حدود زمنية.
  3. مشاركة بسيطة مثل وقت عائلة قبل النوم، قراءة قصة، حديث خفيف ما يشجع على تقليل الانعزال الرقمي.
  4. أن تكون قدوة إذا كان الأهل هم أنفسهم يسهرون أو يستخدمون شاشاتهم حتى وقت متأخر، سيكون من الصعب فرض حدود على الابنة، القدوة هنا مهمة جداً.

نصائح عملية للأمهات والآباء

  1. نظام نوم ثابت: حاولي وضع روتين يومي للذهاب إلى الفراش والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
  2. الحد من الشاشات قبل النوم: شجّعي ابنتك على إيقاف الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل، وإعداد زاوية هادئة في غرفة بدون إشعاعات.
  3. تشجيع أنشطة بديلة: امنحيها وقتاً لممارسة نشاط يساعدها على الاسترخاء قبل النوم: قراءة، موسيقى منخفضة، تأمل خفيف.
  4. التواصل والتفاوض: اجلسي معها، استمعي لدوافعها دون إصدار أحكام، وضعي قواعد مشتركة.
  5. مراقبة الحالة النفسية: راقبي أي تغيّرات مثل الحزن المستمر، التهيج، التوتر، قد تكون علامات على اضطرابات نفسية تحتاج إلى تدخل.
  6. استشارة طبيب إذا استمرت المشكلة: إذا استمر السهر لأشهر، أو ظهرت مشاكل جسدية أو نفسية، قد يكون من المفيد رؤية استشاري طبيب نفسي.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا