انسحاب واسع لقوات درع الوطن من عدن وتمركز استراتيجي في حضرموت
شهدت مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، صباح اليوم الثلاثاء، تحولاً عسكرياً لافتاً، مع بدء قوات "درع الوطن" المدعومة من التحالف، تنفيذ عملية انسحاب واسعة النطاق من مواقعها داخل المدينة.
ويأتي هذا التحرك المنظم ضمن توجيهات عسكرية عليا تهدف إلى إعادة تموضع هذه القوات في المناطق الصحراوية الشرقية، على وجه التحديد في منطقة العبر الاستراتيجية بمحافظة حضرموت.
وأفادت مصادر ميدانية بأن وحدات من قوات "درع الوطن" بدأت في مغادرة معسكراتها ونقاط تمركزها في عدن منذ ساعات الصباح الأولى، في عملية جرى تنسيقها مسبقاً مع القيادة الأمنية والعسكرية في المدينة.
وقد شوهدت قافلة عسكرية تتكون من آليات ومعدات جنود تغادر المدينة على دفعات، متجهة عبر الطريق الساحلي نحو الشرق.
وأضافت المصادر أن الوجهة النهائية لهذه القوات هي منطقة العبر، التي ستتخذ منها مركزاً جديداً لعملياتها، مما يضع حداً لوجودها العسكري المباشر في عدن الذي استمر لعدة سنوات.
السياق الاستراتيجي والأهداف: لا يُعتبر هذا الانسحاب تراجعاً أو فراراً، بل هو جزء من خطة إعادة انتشار استراتيجية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف:
تأمين الحدود الشرقية: تتمتع منطقة العبر بأهمية جيواستراتيجية كونها تقع على الحدود الإدارية بين محافظتي حضرموت والمهرة، وتُعد خط دفاع أولي ضد أي تهديدات قد تنطلق من الصحراء، بما في ذلك نشاط الجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
حماية الممرات التجارية: تقع العبر على الطريق الرئيسي الذي يربط جنوب اليمن بشرقه وشماله، مما يجعل تمركز القوات فيها ضرورياً لتأمين خطوط الإمداد والمواصلات.
إعادة ترتيب الأوراق العسكرية: يأتي هذا التحرك في سياق جهود لإعادة هيكلة القوات العسكرية والأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية والتحالف، بهدف توزيعها بشكل أكثر فعالية وتفادي أي احتكاكات محتملة في المدن المكتظة مثل عدن.
يثير هذا الانسحاب تساؤلات حول مستقبل الوضع الأمني في مدينة عدن، التي شهدت في السنوات الماضية توترات واشتباكات بين مختلف الفصائل.
ومع ذلك، أفادت مصادر أمنية بأن قوات أخرى تابعة لوزارة الداخلية والحرس الرئاسي ستعمل على سد الفراغ الأمني الذي قد يخلفه انسحاب "درع الوطن"، لضمان استمرارية الأمن والاستقرار.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك قد يكون خطوة إيجابية نحو تخفيف حدة التوتر العسكري داخل العاصمة المؤقتة، وتركيز الجهود على مواجهة التحديات الأكبر في المناطق الصحراوية والحدودية.
يُعد انسحاب قوات "درع الوطن" من عدن أحد أبرز التحركات العسكرية المنظمة التي تشهدها جنوب اليمن مؤخراً، ويعكس تطوراً في الاستراتيجية العسكرية للتحالف وقوات الحكومة الشرعية.
وتظل الأنظار مركزة على كيفية تأثير هذا التموضع الجديد على الخريطة الأمنية في حضرموت، وما إذا كان سيشهد المنطقة الشرقية نشاطاً عسكرياً مكثفاً في الفترة المقبلة لمواجهة التنظيمات المسلحة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نيوز لاين ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نيوز لاين ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
