رياضة / صحيفة الخليج

إلى اتحاد الكرة

عبدالله عبدالرحمن

* كرة القدم عندنا منذ سنين تراوحُ مكانها وكأننا ندور في حلقة مُفرغة.. فبعد كل إخفاق مرير وغضبٍ عارمٍ للشارع الرياضي وإقالة مدرب عالمي-كان بين ظهرانينا-، يقوم الاتحاد بالتعاقد مع مدرب بعد طويل، لأجل بناء منتخب قوي يكون منافساً على المستوى الآسيوي ثم العالمي.. يأتي المدرب.. ونخوض تجارب ودية ثم ندخل البطولات الرسمية وهي في الغالب ثلاث: دورة الخليج وكأس آسيا وتصفيات كأس العالم ودخول كأس العرب قبيل سنوات.. ومع أول بطولة يخوضها المدرب وحصول انتكاسة، ينقسم الشارع الرياضي-جماهير، إعلام-بين مؤيد لبقاء المدرب حتى ينال كامل فرصته، وبين الاستغناء عنه.
في الغالب، يعلو صوت العقل الهادئ الرزين على العاطفة الجياشة والحنق المستعر.. يستمر المدرب يجرب إلى أن تأتي بطولة-رسمية -أخرى.. ومع إخفاق آخر، تستمر متوالية النقد المتسلسل.. إما الاستغناء والتعاقد مع مدرب جديد «لديه عصا سحرية»، كي يحقق نتائج مبهرة ويفوز بالبطولات وينافس على آسيا، أو الإبقاء على المدرب، لتحقيق التناغم والصبر على بناء هوية جلية للمنتخب.. أما المطالبون بالاستغناء فقد ضاقوا ذرعاً بالخسائر وتكرار الهزائم، لأننا كنا يوماً أسياد آسيا وأبطال الخليج.. وكأن الزمان لا يتغير عند غيرنا.. وأما المطالبون بالبقاء، فهم يرون أننا لسنا كما كنا في السابق والأمور تغيرت والتدرج مطلوب ومشروع البناء يحتاج إلى وقت أطول لحصول الانسجام المطلوب، في ظل تطور المنتخبات الأخرى التي كانت-يوماً- في الظل وجربت وصبرت وتألقت والآن تعتلي المنصات وتعد أقوى منتخبات آسيا.
* أمام اتحاد الكرة بعد هذه البطولة تقييم متجذر وتقويم دقيق للمرحلة السابقة من بداية مرحلة بينتو المُقال إلى مرحلة كوزمين.. ولا ضير في استعانته بأهل الخبرة والكفاءة من مدربين ورياضيين مخضرمين.. لاتخاذ قرار إما الاستمرار في البناء والاستثمار في كوزمين- والذي بدأ الحظ يصالحه أخيراً-، لتحقيق أعلى درجات التجانس مع «هذه المجموعة الموهوبة الشابة» والوصول بها إلى الشكل المرغوب والقدرة على المنافسة الحقيقية إقليمياً إلى أن تنتهي مهمته حسب العقد أو التعاقد مع مدرب جديد والعودة إلى الدائرة المفرغة التي ندور حولها منذ «الرحيل المر» للكابتن القدير مهدي علي!. اجتهادي المتواضع هو أن يُعطى كوزمين الفرصة كاملة، ورغم كل الانتقادات الموجهة من معارضيه إن كانت لا تزال موجودة- بعد تألقنا في كأس العرب-: أنه مدرب ناد ويفتقر إلى خبرة المنتخبات.. يعتمد على الِفَرقِ الجاهزة.. دفاعي النزعة.
* ختاماً أرى- ورغم الأسى والحزن من خروجنا-القاسي المرّ- من سباق المونديال- أن من مصلحة الوطن تحقق استقرار«الأبيض» وتشكل هوية واضحة المعالم له بإبقاء كوزمين مدرباً لمنتخبنا، والقرار لكم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا