عرب وعالم / الجزائر / النهار

هل قدرنا أن نكمل حياتنا هكذا..؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي لست أدري أي كلمات أختار لطرح انشغالي لأنني أعيش تضارب في المشاعر.

فأحيانا ينتابني خوف رهيب، وألم يجعلني أشعر كل يوم يمر أنني أذبل وأن صلاحيتي انتهت، ثم سرعان ما أستغفر الله وأطمئن نفسي أن أمري بيد الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.

فانا تجاوزت عتبة الثلاثين، ولم يأتيني النصيب بعد، ليس هذا فحسب، فحتى أسرتي مفككة من الداخل. فلا يمر علينا يوم واد دون مشاكل بين أبى وأمي دون أي اعتبار لوجودنا ولا لحالتنا النفسية.

لي أخت أيضا في الأربعين دون زواج ولكنها الحمد لله عاملة، أشعر أن هذا الأمر يسرهم كثيرا. وإن لم يكونوا مسرورين فأشعر أن تأخر زواجنا لا يحرك فيهم ساكنا.

بالرغم من أننا جد خلوقات، درست وتخرجت من الجامعة والآن أنا ماكثة بالبيت. لا أنكر أن سمعة والدي وعائلتي طيبة وسط الجيران والأقرباء. لكن حظنا قليل، بل متعثر في الزواج. فلا أحد يدق بابنا، حتى صارت أحرج من سؤال الناس لماذا لم تتزوجي..؟.

سيدتي أنا اليوم أشعر بفراغ رهيب في حياتي، وصرت بحاجة إلى الأُنس بجانب من يأخذ بيدي بشدة وينتشلني من هذا الوضع الذي أنا به. فدوري كابنة لم أعد أشعر به وسط عائلتي، فقدت الأمان في بيتنا وأنا أمشي على خطى أختي. وأنني سأصل الأربعين دون زواج، فشبح العنوسة ألغى ابتسامتي وطمس بهجتي، فما العمل من فضلك سيدتي؟.

أمال من الشرق

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، مرحبا بك أختاه في موقعنا وأتمنى من المولى التوفيق في الرد عليك. وغرس فتيل أمل في قلبك الجميل بعون الله.

فالمسألة بسيطة وأنت من أعطيتها أبعاد سلبية غلّفت على روحك وأذابت كل جميل فيك. وصرت فريسة لهذا الشعور السلبي والتعب النفسي بسبب أمر لا حول ولا قوة لنا فيه. بل هو قدر ومكتوب من عند رب العالمين يسوقه على قدر وحين يرى فيه الخير.

عزيزتي الزواج قسمة ونصيب، ولا يد لك به، عكس نوعية الحياة أو نمط المعيشة الذي لكم أنت وأختك وكل أفراد الأسرة يدا في تحسينه وتلطيفه.

ثم سأسألك: قلت أنك متخرجة من الجامعة؟ فلما استسلمت للفراغ والجلوس في المنزل. دون أن تبحثي عن عمل يجعلك تتغلبين على كل هذه الأفكار السلبية؟.

فمن الطبيعي أن يغلفك شعور التعاسة وأنت لا تفعلين أمر في حياتك سوى الجلوس وانتظار العريس، ثم ماذا لو لم يأت؟. هل تعتقدين أن الموت أمنية أو دعوة يدعوها الإنسان المؤمن؟.

استغفري ربك حبيبتي، واعلمي أن الموت حق وقدر مكتوب، وبدل من التركيز على أمور علمها عند الله. ركزي على أمور تتحكمين فيها بيدك واتركي ما لله لله.

انزعي السلبية من عقلك واغسلي وجهك واسعدي في حياتك وابتهجي. على الأقل دعي من حولك يرونك في حالة مرحة وايجابية فيقبلون عليك. وتفاءلي بالخير تجدينه وأحسني الظن بالله. وافتحي نوافذ بيتك وعقلك للخير والشمس والطاقة.

حاولي أن تصلحي ما يمكن إصلاحه في بيتكم بالابتسامة وزرع المحبة في أرجائه، وحاولي أنت وأختك أن تصلحا ما بين والديك.

أرجوك حبيبتي لا تستسلمي لنغزات الشيطان، فهو يريد أن يضيق عليك حتى يسقطك في المعصية. ثم تيقني ان قيمتك في الحياة ليس بالزواج. أجل هو سنة استمرار الحياة، لكنه إن تأخر فهذا لحكمة من المولى. والمؤمن عليه بالصبر على الابتلاء.

أكثري من الاستغفار، وترقبي أوقات إجابة الدعاء، وأعلمي أن الله أكرم من أن يرى عبدا قلبه معلق بأمر ولا يجود به عليه. ثم حاولي أن تصلي ما بين والديك. وأن تخلقي جوا لطيفا مشحونا بالمودة والاحترام حتى يعم عليك السلام، وكل التوفيق أتمناه لك أختاه.

إضغط على الصورة لتحميل النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا